النـص : تخيل أن شعب ينهض من ركام الحرب، قصف جوي أدى لمقتل مائة ألف ياباني في شرق طوكيو لوحدها وتشريد مئات الآلاف، وإلقاء قنبلتين ذريتين، قتلت الأولى 120 ألفا وإصابت مئات الآلاف في هيروشيما، وقتلت الثانية في ناكازاكي 60 ألفا ومئات الآلاف من الجرحى، وهزيمة جيشها وتعرضت لحصار بحري شامل تسبب بإنهيار الإقتصاد الياباني، ويوقع إمبراطورها وثيقة الإستسلام ، وتسبب الإنهيار الإقتصادي بنقص حاد بالإنتاج والغذاء والسلع وهذا ينذر بمجاعات مخيفة تؤدي لهلاك مئات الآلاف، وإنتشرت السوق السوداء وإرتفعت الأسعار بشكل هائل، وتفشت البطالة نتيجة لتسريح ما يقارب 5ملايين عسكري أصبحوا عاطلين عن العمل بالإضافة للعاطلين المدنيين، أي بحدود 10 ملايين عاطل عن العمل. تخيل كل ذلك ولكن لا المجاعة حصلت ولا البطالة حدثت، حيث تم إستيعاب الجميع في قطاعي الزراعة والصناعات الحرفية. وتطورت الأمور شيئا فشيئا وبدأت الصناعة تتطور تطورا هائلا وسريعا ووصلت اليابان الى ما وصلت له اليوم بفضل الإعتماد على الداخل لا الخارج، على الإنسان الذي هو حجر الزاوية في البناء والتعمير والتطور. وبالتزامن مع ما ذكرناه آنفا نسأل ويسأل الجميع هل يمكن أن نستفيد من التجربة اليابانية ؟؟ الجواب نعم عندما تعتبر الدولة والقائمون عليها أن الإنسان العراقي قيمة عليا، يجري الإهتمام به، كما يحصل في اليابان وبقية البلدان المتقدمة، تصان حقوقه وتحدد واجباته، ويعامل وفق القانون بلا تمايز، ويكون الجميع متساوين في الحقوق والواجبات، ويعرف كل فرد ما له وما عليه، مع وجود نظام إداري مؤسساتي رصين يحميه ويحفظ كرامته، وكل هذه الأمور ليست بالمستحيلة على من يتولى قيادة البلد. وما التوفيق إلا من عند الله.
|