الخميس 2025/1/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 7.95 مئويـة
نيوز بار
الهام المدفعي.. الفنان الذي حول حزنه إلى أنغام فرح وجمال في مسرح السويد
الهام المدفعي.. الفنان الذي حول حزنه إلى أنغام فرح وجمال في مسرح السويد
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الانصاري
النـص :

 

 

بات اسم المدفعي الهام يشكل علامة فارقة ومميزة في الحركة الفنية الموسيقية والغنائية في العراق والوطن العربي  وكذلك في المدن العالمية التي قدم فنه فيها فقد استطاع هذا الفنان الذي شغف بالفن الموسيقي منذ صباه وتفوق بين اقرانه ليصقل موهبته في العزف على ألة الجيتار وكذلك أسلوب الغناء الذي اختطه ليتفرد به مازجا بين العزف والغناء وبين الاختيار الراقي لكلمات والحان أغانيه تلك التي استمدّها من عبق التراث  وكنوز الفولكلور العراقي مما  جعلها تنبض بالأصالة والتحديث والجمال وهو دافع الإحساس لدى جمهوره وعشاق فنه الذي طالما يتفاعل مع حفلاته ويشاركه ترديد أغانيه  الجميلة مثل (حبيبي راح ، ون ياقلب ،مالي  شغل بالسوق.  ،خطار عدنة الفرح. أشقر بشامة. الله عليك ، قطرة المطر ، يلي نسيتونا.،فوق النخل ،بين العصر والمغرب  ،جلجل عليه الرمان. مرينا بيكم حمد  ،موطني. البزرنكوش ،  أنا بلياك بغداد ،عيد يا محبوبي ،كذاب. محمد بويه محمد….. وغيرها الكثير منا حفلت به مسيرته الفنية الطويلة) سافر المدفعي إلى لندن لدراسة الهندسة  كأخويه قحطان وهشام لكن حبه للفن جعله ينحاز للموسيقى  فهو سليل عائلة ولعت بالهندسة المدنية ،، اخوه المعماري والفنان التشكيلي قحطان المدفعي الذي ابدع الكثير من الاعمال الفنية تاركا ببغداد  العديد من التصاميم والصروح المعمارية التي مازالت تزين شوارعها  وساحاتها وكذلك أخيه هشام المدفعي الذي لقب بشيخ المهندسين وهو الاستشاري المعروف في الهندسة المدنية الذي ساهم في مشروع تطوير العاصمة العراقية عبر تصاميم مهمة شملت شارع حيفا ، وزارة التخطيط ، نصب الجندي المجهول. ساحة الاحتفالات ، قصر المؤتمرات وغير ذلك لكن الآجل المحتوم غيبه عنا في لندن 15-1-2025 قبل يومين من حفل الفنان الهام حيث سمع الخبر وهو في مدينة مالمو يستعد لإحياء حفله الفني المقرر يوم 17-1-2025 ، فداهمه حزن كبير متأثرا بغياب  أخيه وفقد عزيز لا يعوض وهنا  بات بين حالين متناقضين  الجمهور الذي ينتظره ، والمأساة التي حلت به لكن الفنان الأصيل الذي يؤمن بقدرة الباري وإرادته كظم حزنه محاولا إخفاء مشاعره وقرر اقامة الحفل في موعده  حيث غصت قاعة الكونسيرت هال بالجمهور العراقي والعربي إلى جانب الضيوف السويدين الذي حضروا الحفل وقدم المدفعي مجموعة من أغانيه بصحبة فرقة موسيقية كان جل اعضائها قد تجمعوا من السويد وبعض الدول الاوربية  واستطاعوا بعد اجراء بروفة واحدة من إجادة العزف واتقان الألحان التي كان يقودها الفنان ويوزع إشاراته على أفراد الفرقة الموسيقية ليكون هو القائد والموسيقار البارع والمغني الذي اختزن بمشاعر الحزن بداخله  لكنه قدم حفلا فاض بكلمات  الغبطة وإيقاعات الفرح  ولحن الابداع حيث استمتع  الجمهور  وتعايش معه مرددا معظم كلمات أغانيه فأسعدهم بليلة  فنية راقية ذكرتهم بزهو العراق والحنين إلى مدينة الف ليلة وليلة وموطني ذو الجلال والبهاء والجلال فتحية لهذا الفنان الأصيل الذي مازال يحمل بين جوانحه الق العراق وزهو تراثه أينما يحل صانعا الفرح والسعادة والابداع.

 

المشـاهدات 33   تاريخ الإضافـة 22/01/2025   رقم المحتوى 58396
أضف تقييـم