الأحد 2025/2/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
نيوز بار
من الماضي القريب أربعة مرشحين لعرش العراق نافسوا الملك فيصل الأول !
من الماضي القريب أربعة مرشحين لعرش العراق نافسوا الملك فيصل الأول !
ديرة
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

عندما اختار الإنجليز الأمير فيصل بن الحسين ملكا على العراق عام 1921 لم يكن الأمر يخلو من منافسة و وجود شخصيات مرشحة لهذا المنصب ، و لكن الإنجليز وجدوا في فيصل المطرود من عرش سوريا المرشح الأمثل بين صفوف القوميين بسبب تاريخه في خدمة القضية العربية و قيادة قوات الثورة العربية و انتخابه كأول ملكٍ عربي على الشام في تاريخه الحديث . أما عن باقي المرشحين فهذه نبذة عنهم :1 - عبد الرحمن الكيلاني النقيب : كان نقيبا لأشراف بغداد ، و هو الذي اختير ليكون أول رئيس وزراء في العراق تحت إشراف الإنجليز ما بين 2 أيار 1920 م – 27 حزيران 1922 م .  امتلك النقيب شعبية كبيرة في بغداد ، لذلك تم ترشيحه لعرش العراق و تلقّى دعماً من السياسيَّيْن توفيق الخالدي (عمل وزيرًا للعدلية لاحقاً) و حكمت سليمان (عمل وزيرا ثم رئيسًا للوزراء خلال العهد الملكي) و الشاعر معروف الرصافي ، الذي روّج لهذه الأفكار عبر قصائده المنشورة بالصحف و المجلات . لم تلقَ الدعوات قبولاً بسبب كِبَر سنّ النقيب و اعتلال صحته و عدم امتلاكه شعبية كافية في المناطق العراقية الأخرى .و لما كان الكيلاني رافضا لتنصيب أحد الهاشميين ملكا على العراق و بلغه نبأ اختيار فيصل ملكاً ، أكد لبرسي كوكس رفضه هذا القرار ، فردَّ عليه كوكس بقسوة أجبرته على تقبّل الأمر .. 2 - طالب النقيب : و هو نقيب البصرة الذي نُظر إليه كأحد وجهاء العراق بفضل علاقاته المتشعبة داخلياً و خارجياً مع الأمراء العرب في نجد و المحمرة و الكويت ، امتلك طموحاً سياسياً قديماً حتى إنه سعى لإقامة إمارة عربية جنوب البلاد . بعدها ، بدأ يدعو لنفسه ملكاً على البلاد . و تلقى دعماً من عددٍ من وجهاء العراق ، و كان على رأس داعميه من السياسيين البريطانيين جون فيليبي المستشار في وزارة الخارجية البريطانية .و أنفق طالب أموالاً كثيرة للدعاية لنفسه و قضى وقتاً في السفر بين الأقاليم و المدن المختلفة يتعهد بتطبيق مبادئ "ثورة العشرين" و الإفراج عن معتقليها ، كما زار النجف و تعهّد بتحسين أوضاع رجال الدين و تعلية شأنهم في إدارة الدولة .استشعرت بريطانيا القلق من تزايد دعوات تأييد طالب النقيب فأمر المندوب السامي البريطاني بالتحفظ عليه و نقله إلى جزيرة سيلان . أثارت هذه الخطوة غضب فيليبي الذي استقال من منصبه و غادر العراق .لم يُطلق سراح طالب النقيب إلا بعد 4 سنوات من تنصيب فيصل ملكاً و استقرار نظام حُكمه بشكلٍ لا رجعة فيه . 3 - الشيخ خزعل أمير المحمرة بعد التعاون الكبير بينه و بين للبريطانيين خلال الحرب العالمية الأولى ، تمنّى الشيخ خزعل أن ينتهي الأمر تنصيبه ملكاً للعراق ، حتى إنه بعث برقية لكوكس أخطره فيها أنه "مرشح لائق" متعهداً باستمرار التعاون مع البريطانيين .امتلك الشيخ خزعل نفوذاً كبيراً بين العشائر في جنوب العراق ، و بذل جهوداً كبيرة في التقرب لشتّى طوائف العراقيين ، و أنفق عشرات الآلاف من الليرات الذهبية على بعض رجال الدين في النجف على سبيل الدعاية لنفسه .رفضت بريطانيا ترشيح خزعل بسبب رغبتها في تنصيب شخص "محايد من خارج البلاد". أيضاً ، اعتقد كوكس أن تنصيب أمير شيعي على العراق سيغضب أهل السنة الذين يمتلكون نفوذاً عظيماً في البلاد آنذاك .عندما يئس الشيخ خزعل من إمكانية نيله العرش ، تراجع عن موقفه و دعم الأمير فيصل . 4 - الأمير عبد الله بن الحسين.. لم يكن الأمير فيصل هو المرشح الهاشمي الأول لحُكم العراق و إنما أخوه الأمير عبد الله الذي سبق أن رشحه المؤتمر العراقي الذي عُقد في دمشق (آذار 1920) ليكون ملكاً على العراق .لذا ، حينما علم الأمير عبد الله بأن الإنجليز لن ينصّبوه على عرش العراق ثار ثورة عارمة بسبب رغبته عدم الاكتفاء بمنطقة شرق الأردن ضعيفة الموارد قليلة السكان التي عُيّن عليها أميراً .هاج الأمير عبد الله و ماج ، و قذف الشرر على فيصل الذي وافق على الترشيح ، و أكد لمعاونيه أن العرش عرشه و لا يسمح بالتنازل عنه".الشاعر السوري خير الدين الزركلي الذي تمتّع بصلات صداقة مع الأسرة الهاشمية حضر هذه الواقعة و شهد حجم غضب الأمير عبد الله على أخيه حتى إنه خاف أن يقع قتال بينهما و يشهد العراق حرباً أخوية مثل التي جرت بين الأمين و المأمون ابني الخليفة العباسي هارون الرشيد .لم يُهدِّئ غضب ابن الحسين إلا وينستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني وقتها الذي قابله في القدس و أقنعه بالتخلي عن العراق مقابل الاكتفاء بالأردن على وعدٍ بأن يضمَّ له سوريا بأكملها و أن تكون دمشق عاصمته و ليست عمان ، و هو وعدٌ لم يتحقق .

 

حسن طه

المشـاهدات 25   تاريخ الإضافـة 02/02/2025   رقم المحتوى 58672
أضف تقييـم