متابعة ـ الدستور الرياضي

واصل ميلان سيره على سطر وترك الآخر بعدما تعادل مع ضيفه وغريمه إنتر، بهدف لمثله، في إطار لقاءات الجولة 23 من عمر مسابقة الدوري الإيطالي.الروسونيري منذ بداية الموسم، لم ينجح في إيجاد استمرارية تجعله قادرا على تجنب المعاناة في مبارياته بمختلف بطولات الموسم سواء تحت القيادة الفنية السابقة لباولو فونسيكا، أو الحالية لسيرجيو كونسيساو.لكن العامل المشترك بين النصف الأول من الموسم، وبداية الجزء الثاني هو اختلاف أداء اللاعبين من مباراة لأخرى، فتارة يظهر الفريق بشكل قوي مثلما حدث في بعض المباريات مع فونسيكا أمام إنتر وريال مدريد.وتارة أخرى، يظهر الفريق وكأنه بمنتصف الجدول، وليس بإمكانه التقدم والسيطرة على اللعب مثلما تفعل الفرق الكبرى.

انتقادات لاذعة

فونسيكا كان أول من وضع يده على أزمة كبرى وهي عقلية لاعبي الروسونيري الهشة.فمنذ بداية الموسم وحتى مع انتصارات ميلان، كان فونسيكا يخرج لينتقد حالة وعقلية لاعبيه، فعلى سبيل المثال، بعد مواجهة سلوفان براتيسلافا بدوري الأبطال والفوز (3-2)، انتقد المدرب لاعبيه.وقال باولو آنذاك: "النتيجة هي الأهم لكن هذا لا يكفي لإرضائي، لقد فزنا ونحن في وضع جيد، لكنني متعب من محاربة هذه الأمور، ليس مسألة تكتيك أو فنية، حيث لم ندرك أننا بحاجة لبذل كل ما لدينا لنحقق الفوز".ونوه "نحن نعيش حالة من عدم الاستقرار، يوم يسير بشكل جيد، واليوم الآخر لا أدري ماذا يحدث، يجب أن يفهم اللاعبون أن هذا الأمر غير مقبول (عدم بذل قصارى جهدهم)، هذا السلوك يجعل الأمور أكثر صعوبة علينا جميعا. لست غاضبا بل حزين، لأنني أود رؤية شيء مختلف من الفريق".ولم يكتف بذلك فقط، بل إنه واصل هجومه الشرس على لاعبيه وأبدى صدمته وشعوره بالتعب من جراء أداءهم داخل المستطيل الأخضر رغم الفوز على النجم الأحمر باللقاء التالي بالأبطال (2-1).وكشف المدرب "أشعر بالتعب، إذا سألتني عما إذا كنت راضيا عما فعلناه، فلا يمكنني قبول ذلك، رغم أن النتيجة هي الأهم ونحن فزنا، لكن هذه هي طبيعتي، أشعر بالتعب من القتال ضد هذه الأشياء (عقلية لاعبيه)، يجب أن أتحدث للفريق أولا".وواصل "في يوم ما نكون بخير، وفي التالي لا أعرف ماذا يحدث، الأمر أشبه برمي عملة معدنية وانتظار ما ستحصل عليه، إنه أمر صادم حقا".كما هدد فونسيكا لاعبي ميلان باللعب بالشباب حال استمروا بتلك العقلية الهشة، كما شهدت فترته استبعاد أبرز لاعبي الفريق رافائيل لياو وثيو هيرنانديز في قرارات نارية من المدرب رغم كونهما أهم لاعبان بالفريق.

صدمة كونسيساو

بدأ كونسيساو عهده بميلان بأفضل طريقة ممكنة، بعدما فاز بالسوبر الإيطالي من أول مباراتين له، لكن الظروف لعبت دورا في هذا الانتصار.فإلى جانب حماس البدايات، تخطى ميلان نظيره يوفنتوس بأخطاء ساذجة من لاعبي يوفي التي منحت ميلان ريمونتادا وفوز (2-1) بركلة جزاء وهدف عكسي.وفي النهائي، بدأ الفريق باهتا وسط سيطرة للإنتر وتقدم بثنائية، لكن الفريق لعب 40 دقيقة جيدة سجل فيها ثلاثية وخطف البطولة، وربما هذا كان أفضل أداء للفريق مع المدرب الجديد.بعد ذلك، سار ميلان على سطر وترك الآخر، وظهر ضعف الفريق في كثير من الأحيان، فانهار ضد يوفنتوس الذي يعاني أيضا، كما عانى الأمرين في الفوز على بارما.وجاءت الضربة الكبرى بالسقوط المدوي ضد دينامو زغرب وفقدان مركز مؤهل مباشرة لدور ال16، بعدما كان الأمر في المتناول، قبل أن يتعادل مع إنتر بديربي الغضب.واللافت أن ميلان أصبح فريقا تائها رغم محاولات الحماس التي تظهر على لاعبيه في بعض الوقت، لكن أغلب أوقات المباراة يظهر الفريق بشكل ضعيف معتمدا على اللقطات الفردية للاعبين مثل لياو، أو اللعب بالهجوم الخاطف في كثير من الأحيان.ولا يميل ميلان حاليا للاستحواذ على الكرة ومحاولة السيطرة على المباراة وفرض أسلوبه، بل يحاول خطف هدف والعودة للدفاع مثلما حدث ضد إنتر وعلى خطى فونسيكا، أدلى سيرجيو بتصريحات مماثلة تماما، فقال إنه لا يفهم ما يحدث في ميلان، وذلك بعد الخسارة أمام يوفنتوس بثنائية.وأوضح المدرب "يوفي أراد الفوز اكثر منا، وكان بالإمكان أن نستقبل أهدافا أكثر، أنا المسؤول عن الخسارة لكن هذه الأشياء لا أفهمها، يجب أن تظهر رغبتنا في الفوز".وذهب كونسيساو لأبعد من ذلك منوها أنه درب أندية عديدة أصغر من ميلان، لكنها كانت تتمتع بالجوع للفوز والرغبة في الاستمرار برفع المستوى، وشدد أيضا على أن فريقه يفتقر لأساسيات كرة القدم.وفي النهاية، ورغم وجود لاعبين ذو جودة رائعة بميلان، إلا أن نجومه وعلى رأسهم لياو وثيو باتوا يميلون للمزاجية في اللعب، ليفقد الفريق أيضا جزء آخر من قوته، ما يضعهم في قفص الاتهام هذا الموسم.