ثائر ابراهيم

أقام الإتحاد العام للأدباء والكتاب ونادي السرد، أول نشاطهما للعام الجديد ٢٠٢٥ وفي قاعة الجواهري، باستضافة الدكتور كريم صبح المولود في العام ١٩٦٩،  والحاصل على البكلوريوس عام ١٩٩١ والماجستير عام ٢٠٠٠ والدكتوراه عام ٢٠٠٦ تباعا من جامعة بغداد،  وعمل استاذا للتاريخ الأمريكي فيها، حتى تقاعده عام ٢٠٢٤، وقد أصدر في تخصصه أربعة مؤلفات هي: ١- جمهوريو الولايات المتحدة الأمريكية ومحنة الانشقاق ١٩٠٩-١٩١٦/ بغداد ٢٠١٠،

٢- حزب الفهد الأسود ومكتب التحقيقات الفدرالي ١٩٦٦-١٩٧١/ بغداد ٢٠١١،

٣- الولايات المتحدة الأمريكية دراسات في تاريخها الاجتماعي والسياسي/بغداد ٢٠١٧،

٤- التاريخ السياسي للصراع العرقي في الولايات المتحدة الأمريكية ١٨٦٥-١٩١٥/ بيروت ٢٠١٩، إلا إن الأدب استهواه مبكرا فبدأ الكتابة في تسعينيات القرن الماضي، وهي محاولات بسيطة لكنه توقف عن الكتابة الأدبية مركزا على انشغالاته الدراسية، ثم التفرغ للتدريس في الجامعة في الدراسات الأولية والعليا، ولم يعاود الكتابة في الأدب إلا عام ٢٠١٥، وقد عقد النية على التفرغ للأدب، فأصدر : الغزل ليس حكرا على الرجال/ قصص/ بغداد ٢٠١٦، بائع الألم/قصص/بغداد ٢٠١٧، رأس للإيجار/قصص/بيروت ٢٠١٨، مالك المقبرة/قصص/بغداد، و روايتان هما: الوجه الآخر للضباب/بغداد/٢٠٢٠، وكانت استضافته في الإتحاد احتفاء بصدور روايته الثانية: القبر الأبيض المتوسط، وهما روايتان مختلفتان عن المألوف من الروايات، والسبب غريب وغير مسبوق، وهو أن  أحداث الرواية الأولى تدور بين سوريا و روسيا والثانية أيضا في روسيا، بوصف دقيق للأماكن والشوارع والأجواء، وبصدق وحميمية عميقين ومعلومات قيمة ومهمة وكثيرة، وذكر تفاصيل حتى صغيرة، استنادا إلى وصف ومعلومات الآخرين ومن  خلال طرق وقنوات عديدة، والمفاجأة أن الدكتور لم يصل روسيا حتى ولا في زيارة أو سياحة، مما جعل روايتيه مغايرتان و مدهشتان، ويبدو لي أنه بهاتين الروايتين يمهد لنوع روائي جديد  لكني لم أجد بعد له وصفا أو اسما، إلا إنه نوع باذخ الجمال، وأيضا هو نوع صعب التحقيق إن لم يكن الروائي بهذا التمكن من أدواته وبهذا الخصب في الخيال، ثم إننا نجد في الروايتين مذكرات وذكريات وأدب رحلات، وعودة إلى الجلسة فقد أدارها باسلوبه اللطيف وسعة معرفته القاص والروائي حسين محمد شريف، بحضور جمع غفير اكتظت به القاعة، وقدم النقاد أربعة أوراق نقدية، معمقة ومهمة ابتدأها الأستاذ عباس لطيف الذي بين أن الرواية تنتمي للميتاسرد بنهاية مفتوحة، وقريبة من اختصاص الدكتور في التاريخ، أخذنا إلى تراكم تاريخي يعتمد على تنقلات زمانية ومكانية، أعقبه الأستاذ مؤيد عليوي مشيرا إلى أن ثمة سؤال فلسفي يتخلل الرواية، وهو لماذا يحاول الإنسان معرفة كل شيء عن الماضي؟، خاصة وأن نهاية الرواية مفتوحة وفيها الكثير من التأويل، ثم أكد الأستاذ ستار زگم في ورقته النقدية على أن الرواية تحمل جوانب سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية، معتمدا  الدكتور فيها على تكرار تنقلات مشهدية، أما الأستاذ بشير حاچم فقد أشار إلى المزج السردي، وبعد قراءته لورقته النقدية نشر على صفحته الخاصة على الفيسبوك ما يلي: ابدأ اجتهادي هذا -الآن- بأن للرواية الأحدث ببنيتها، تقنيتها، ثيمتها، جماليتها، سرودا تسعة هي: التأليفي،  النفسي، التكلمي، الشخصي، الإنابي، التخاطبي، الحواري، التضميني، الاستحالي، هذه السرود التسعة التي تجمل بأنها داخلية و أو ثم خارجية، كلها تتواجد ممزوجة ومخلوطة بتجانس ذي اندماج مع انسجام، في رواية القبر الأبيض المتوسط. وقد اتفق الجميع على إنها رواية ميتاسردية شخصية  تقع تحت اشكالية تاريخية…