ليس من الإنصاف أن نقارن بين تلكؤ (( وزارة الكهرباء  )) وعجزها خلال أكثر من عقدين برغم  التخصيصات المالية التي هدرت خلال تلك الأعوام العجاف  ، وبين أداء معظم كوادرها الفنية الذين يواصلون ملاحقة العطلات والعوارض التي طالما تتعرض لهآ الشبكات الداخلية العليلة  ، التي لا تتدفق فيها نبضات الحياة سوى سويعات خجولة لتعود إلى غفوتها وعلتها من جديد  !!

أن هذه الشرائح الفنية المثابرة العاملة في معظم قطاعات الصيانة التابعة إلى  ( مديريات التوزيع ) والعديد من عمال الصيانة المثابرين طالما يلبون نداءات المواطنين  ، ويباشرون بترميم ومعالجة ما يمكن معالجته من العطلات المتكررة  ، حتى لا يحرم  المواطنون من تذوق طعم السويعات المحدودة التي لا ينبض خلالها التيار الكهربائي  ، ليخفت ضجيج المولدات الأهلية لساعة أو ساعتين فقط .. وهكذا  !!

أن معظم هذه الكوادر الفنية وعمال الصيانة المرافقين جنود مجهولين .. طالما يلبون النداءات وهم لا يمتلكون العدة الكافية لمعالجة الخلل ، ويكافحون في أجواء ملبدة بالخوف  ( والحذر المشروع ) بعد أن أصبحوا أهدافآ لعبوات العناصر الإرهابية الوافدة التي لم تسلم منها الكفاءات والعقول النابضة بالابداع والرموز العلمية والفنية والطبية الكفوءة التي كانت تزخر بها البلاد خلال أعوام الحصار المرير  ، وامتدت شرورها لتحصد حتى عمال المساطر المتربعين على أرصفة البطالة والباعة الجوالين  !!

وبرغم كل هذه الأجواء الملبدة بالعنف وغياب الأمن في عدد من أرجاء البلاد تواصل الكوادر العاملة في معظم قطاعات الصيانة تلبية نداءات المستغيثين بهم .. سيما وإن معظم الأحياء القديمة تشكو من علة شبكاتها الداخلية وتعاني من ثقل الأحمال التي راحت تنوء بها بعد أن تطاولت عليها التجاوزات غير المشروعة والعشوائيات  !!

وفي الوقت الذي راح يتفائل فيه المواطنون بحماس ونشاط وهمة رئيس مجلس الوزراء وملاحقته الشركات المتلكئة التي أنيطت بها عقود تنشيط المنظومة الوطنية بعد تعرضها للدمار عقب دخول القوات المحتلة إلى البلاد  .. فإننا لا بد أن نشد على أيدي العاملين في شعب الصيانة تحت أشعة الشمس المحرقة صيفآ وبرودة وأمطار الشتاء  ، وعسى أن يحظوا بما يستحقون من دعم ورعاية وتكريم  ..