برغم ثقة المواطنين الكبيرة بأن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ما زال يواصل كفاحه اليومي لملاحقة الفاسدين واستئصال جذور الفساد ، ويديم حركته الميدانية بإنجازات ملموسة تحقق معضمها على أرض الواقع  .. وما زال يتابع  أسباب عدم إنجاز المشاريع التي استنزفت الموازنات السنوية وتركت مجرد هياكل وأطلال تتراكم حولها الأنقاض والنفايات .. ويشد عضد هيئة النزاهة ليمكنها  من ملاحقة ( الحيتان ) التي سربت أموال البلاد إلى ما وراء الحدود ، وتحولت إلى ممتلكات عقارية واسهم تجارية ومشاريع  .. ولكن يبدو أن ( حماة الفاسدين  ) في الدولة هم الأقوى  ، وما زالوا يحاولون إعاقة حركة السوداني الإصلاحية الدؤوبة وينثرون المسامير والحصى في دربه حتى لا يكشف حجم الفساد الذي امتص عافية ( الأرصدة الخرافية ) التي تجاوزت حدود المليارات الصعبة خلال العقدين الماضيين بحجة تنفيذ ( مشاريع ) كشفت الأيام إنها - وهمية - وبات المواطنون يتسائلون .. أين ذهبت تلك الأموال.. وكيف ؟! ومن يقف وراء هدرها واستنزافها  ؟!

وقبل أكثر من عام تقريبآ كشف النقاب عن ( سرقة القرن  ) التي ما زال بطلها ( نور زهير ) مطلق السراح  على الرغم من توصل اللجان التحقيقية التي تم تشكيلها  ، لنتيجة تفيد بصرف (114) صكآ تبلغ قيمتها (ترليون و 118 مليار دينار) .. إضافة إلى سبعة وثلاثين صكآ بمبالغ قيمتها (624) مليار دينار لإحدى الشركات  ، إضافة إلى الأرقام المذهلة الأخرى التي صرفت لشركات مدعومة من قبل الكتل السياسية  .. إلا إن ما يثير الاستغراب حقآ ( أن يطلق سراح هذا البعبع الخطير بكفالة  ) بحجة فسح المجال أمامه ليعيد بقايا المبالغ المسروقة بعد أن استردت الجهات المعنية جزء يسيرآ من مجموع ما بذمة هذا ( الحوت ) .!

وإن الإعلان عن حجز الأموال المنقولة وغير المنقولة ومنعه من السفر بعد ( تعهده ) بتسديد المبلغ المنهوب ( خلال إسبوعين  ) ما هو إلا  ( حقنة مخدرة ) لأعصاب المذهولين من صدور هكذا قرار مخيب للآمال  عن القضاء العراقي  !!

وبرغم ثقة المواطنين بأن رئيس مجلس الوزراء لا يزال يلاحق الفاسدين ويسعى لاستئصال جذور الفساد  .. ولكن .. يبدو أن حماة المدان ( نور ) وأقرانه الفاسدين في الدولة ،  ما زالوا هم الأقوى  ، وما زالوا ينثرون المسامير والحجارة أمام خطواته الإصلاحية    حتى لا يكشف المزيد !!