تشن الأجهزة البلدية والأمنية بين الحين والآخر حملات عاجلة ومفاجئة لرفع اكشاك الباعة والبسطيات عن أرصفة الشوارع التجارية ومحرمات الأسواق وبدون أن توفر لهم المواقع النظامية البديلة ليمارسوا فيها عملهم وتدبير معيشة عوائلهم وأطفالهم سيما وأن معظمهم من حملة الشهادات والعاطلين عن العمل ولم تكن لديهم أية وسيلة أخرى سوى هذه البسطيات والاكشاك ... وبدأت هذه المفارز بملاحقة (الحمالين) والأحداث الذين يمارسون نقل البضائع والسلع من الشاحنات وأيصالها الى المخازن والمحال التجارية ومصادرة عرباتهم وتحطيمها ... وشملت حتى العربات ذات العجلة الواحدة التي يمارس فيها هؤلاء الحمالين نقل الحمولات الصغيرة لقاء أجور زهيدة !!ربما يكون من حق هذه الأجهزة البلدية والأمنية أن ترفع التجاوزات ولكن ليس بهذه الأساليب المتشنجة وتدمير وسائل معيشة هؤلاء الفقراء وبدون توفير أية فرصة عمل بديلة له ... ندعو وسائل الأعلام وأئمة الجوامع والخطباء والمحسنين القيام بحملة إعلامية وتوجيهية وتوفير الدعم اللازم لهذه الشرائح الفقيرة وعدم أذلالهم ودفعهم الى سلوك الطرق المنحرفة لمعيشهم والله من وراء القصد.

كريم نجم الكرعاوي