الثلاثاء 2025/3/11 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 14.95 مئويـة
نيوز بار
رواد المسرح العراقي الفنان الكبير بدري حسون فريد
رواد المسرح العراقي الفنان الكبير بدري حسون فريد
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

يعتبر الفنان الكبير بدري حسون فريد (1927-2017) أحد الأعمدة التي شُيّد عليها صرح المسرح العراقي الذي ارتفع بناؤه منذ أوائل الخمسينات من القرن الماضي عندما أدرك هو وزملاؤه من طلبة معهد الفنون الجميلة أن المسرح وسيلة من وسائل التثقيف والتوجيه والنقد وتحسين الذائقة وترويج المحبة والجمال والدعوة إلى تغيير المجتمع نحو الأفضل وبعد تخرجهم في المعهد أسهموا في تأسيس كيانات جديدة للعمل المسرحي كفرقة المسرح الحديث والفرقة الشعبية للتمثيل وفرقة مسرح الطليعة والفرقة القومية للتمثيل وعندما عاد بدري من بعثته الدراسية في معهد غودمان للفن المسرحي بشيكاغو أخذ هو وزملاء مثله وأساتذة له درسوا فن المسرح في خارج البلاد يعملون بكل جدية وحرص على تطوير وتجديد شكل العرض المسرحي ومضمونه ..كانت مسرحية “عدو الشعب” للنرويجي أبسن أول عمل لبدري حسون فريد بعد عودته من البعثة أخرجه لطلبة معهد الفنون الجميلة وأثبت فيه رؤيته الجديدة وحسه الدرامي العالي ودقته في تفسير محتوى المسرحية وقد ساعده في ذلك الممثل طعمة التميمي والممثلة فوزية عارف وكانت مسرحية “الحصار” للكاتب المسرحي العراقي عادل كاظم أول مسرحية يخرجها للفرقة القومية للتمثيل، فقدم عرضاً مكتملاً في جميع عناصر إنتاجه والتمثيل بالدرجة الأولى حيث شاركت معه في أحد الأدوار الرئيسية إلى جانب إبراهيم جلال ويعقوب الأمين وغازي التكريتي وعزيز عبدالصاحب وآخرين من الممثلين البارزين آنذاك ..وراح الفنان الكبير بدري حسون فريد يقدم نتاجات مسرحية ناجحة الواحدة تلو الأخرى مثل مسرحية “الأشجار تموت واقفة” ومسرحية ”الجرة المحطمة” ومسرحية ”هوراس″ واتسمت جميعها بدقة التفاصيل ورصانة البناء وتوافق الشكل مع المضمون وتألق عرضه الأخاذ لمسرحية “جسر آرتا” الذي قدمه في أحد المهرجانات ببغداد وكانت حماسة جمهور المشاهدين في استقبالهم لذلك العرض المتفرد  وإشادة الجميع بحسن إخراجه وتمثيله وقوة تأثيره في العقول والنفوس وكان ذلك آخر عمل له قبل أن يغادر العراق بسبب الحصار مهاجرا إلى ليبيا للعمل في إحدى جامعاتها تاركاً للوطن وغائباً عن أجيال من طلبة قسم الفنون المسرحية في كلية الفنون الجميلة ببغداد الذين أفنى جزءًا كبيراً من عمره في سبيل تعليمهم وتزويدهم بالمعرفة في مختلف حقول الفن المسرحي ومخلفاً وراءه أهم وثيقتين في مجال التعليم الفني وهما الكتابان المنهجيان “فن الإلقاء” و”مبادئ الإخراج المسرحي”  وهما مصدرين مهمين ينهل منهما الطلبة معلوماتهم وإضافة إلى حرصه على تعليم طلبته فقد أثبت قدرته العالية في إدارة قسم الفنون المسرحية بكلية الفنون الجميلة لسنوات قبل إحالته على التقاعد .. تغرّب الفنان الكبير بدري حسون فريد عن بلده وحاول بكل جهده أن يواصل عمله الفني في ليبيا والمغرب لكن لم يعرف أحد هناك قيمة هذا الفنان الكبير المضحي ومكانته في بلده وقد أضناه التعب والمرض فعاد إلى بغداد في عام 2010 ثم رحل الى أربيل لينزوي هناك و ربما كان رحيله أحتجاجاً على تنكر الكثيرين لدوره الكبير في التعليم والإبداع الفني وبقي هناك حتى وفاته في شهر تشرين الثاني من العام 2017 بعد صراع طويل مع المرض في أحد مستشفيات أربيل عن عمر ناهز التسعين عاماً ..

المشـاهدات 10   تاريخ الإضافـة 10/03/2025   رقم المحتوى 60346
أضف تقييـم