بغداد ـ زيدان الربيعي

كاد المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم أن يضيّع أهم فرصة في تاريخه الكروي، المتمثلة بالتأهل إلى نهائيات مونديال المكسيك عام (1986)، وتلك الفرصة كانت في مهب الريح لولا الهدف القاتل والجميل الذي سجله اللاعب كريم صدام بمرمى منتخب الإمارات.لقد حقق المنتخب الوطني الفوز على مضيفه المنتخب الإماراتي في الإمارات (3 – 2) في مباراة جميلة، إذ سُجلت الأهداف الثلاثة من قبل اللاعبين حسين سعيد “هدفين” والمرحوم ناطق هاشم، وبذلك حصل المنتخب في حينها على فرصة رائعة جداً لتحقيق المراد والتأهّل إلى المواجهتين الحاسمتين قبل التواجد في المونديال، إلا أنَّ تلك الفرصة اقتربت من الضياع في مباراة الإياب التي جرت في مدينة الطائف السعودية، إذ إنَّ المنتخب العراقي كان يلعب بثلاثة خيارات لتحقيق المراد، وهي الفوز والتعادل والخسارة بفارق هدف، لكن حتى الدقيقة (89) كان المنتخب الإماراتي متقدماً بهدفين، وهذه النتيجة تضمن له التأهل إلى المباراتين الحاسمتين قبل التواجد بمونديال المكسيك، حتى أنَّ المعلق الإماراتي الذي كان يعلق على تلك المباراة طلب من الجمهور الإماراتي استقبال منتخبه في أحد المطارات الإماراتية ابتهاجاً باقترابه من التواجد في المونديال.كانت النتيجة قاسية ومحرجة على الطاقم التدريبي الذي كان يتألف من واثق ناجي مدرباً، وحازم جسام مساعداً، وثامر محسن مديراً فنياً، علماً أنَّ وظيفة المدير الفني آنذاك تختلف عن وظيفته الحالية، إنَّ كانت تلك الوظيفة تتعلق بالأمور التنظيمية وليست الفنية كما يحصل الآن، لذلك وبعد أن وجد المدير الفني ثامر محسن أنَّ الأمور باتت أكثر تعقيداً على المنتخب العراقي، اقترح على المدرب واثق ناجي أن يخرج أحد لاعبي خط الوسط ويزج باللاعب كريم صدام من أجل أن يشكل ثلاثياً إلى جانب زميليه حسين سعيد وأحمد راضي، وبالفعل تم الدفع باللاعب كريم صدام إلى خط الهجوم، وبدأ المنتخب العراقي يلعب الكرات الطويلة من أجل اقتناص هدف الإنقاذ.وما أن حلت الدقيقة (89) حتى رفع عدنان درجال كرة طويلة على قوس الجزاء تصدى لها أحمد راضي برأسه، إلا أنَّ أحد مدافعي المنتخب الإماراتي الذي لعب بعشرة لاعبين بعد تعرض مدافعه بدر صالح إلى الطرد، حاول إبعاد الكرة بلعبة خلفية “دبل كيك”، إلا أنه أخفق، ليسيطر عليها اللاعب كريم صدام بكل شجاعة وذكاء ليرفعها من فوق الحارس الإماراتي عبد القادر حسن، مسجلاً هدف تواصل المنتخب العراقي في الرحلة نحو مونديال المكسيك، وقد أصاب الهدف لاعبي المنتخب الإماراتي بالذهول من أثر الصدمة، في حين أصيب البرازيلي كارلوس ألبرتو بريرا، الذي كان يشرف على تدريب المنتخب الإماراتي بصعقة كبيرة من هول المفاجأة غير المحسوبة، إذ كانت المباراة تسير بطريقة سلسة في صالح الإماراتيين، لكنَّ كريم صدام وبذكائه المصحوب بالشجاعة أنقذ المنتخب العراقي من ضياع فرصة التواجد بمونديال المكسيك.