برغم كل المعاول التي تطرق على جدار الوحدة الوطنية  العراقية ، فان تلك الجدران صامدة واقفه بالرغم من انها التي امتلأت بخدوش وخربشات التخريب التي ظنت انها ستسقط جدران الوطن وسعت لهدمه ، فمهما  تشدد الغلاة ، المتمنون بتهاوي جدران وطن بسبع حضارات وعشرات المدن بحضاراتها ومبانيها وتاريخها ، فان اولئك المتمنون الساعون  المتكالبون والحالمون بهدّ وحدة النسيج العراقي يجدون انفسهم عاجزين مخذولين،  امام صخرة وطن قدّ من ذاك المعين الاصيل لوطن صنع أمم ونادى حضارات العالم  السبع راسا براس وكتفاً بكتف ،

اتساءل ما سر ذلك الصمود العراقي الذي ظل واقفا ً كالطود ، شامخا كأي زقورة سومرية مرت عليها أمم وتصارعت جيوش دون ان تثنيها عن الوقوف والتصدي لكل اولئك الغزاة الطامعين ، من اين أتى هذا العراق بكل ذلك العنفوان وتحمل جيوش الكون التي ظنت انها باجتياحها له ان تسقط الانسان فيه !؟ او تطفى لظى امة تمرست على التحدي ، وابتلاع الغزاة ولفظهم بعيدا ً، من اين ياتي العراق وشعبه المتنوع بتلك القوة برغم انه ساحة مواجهة مفتوحة. منذ اقدم العصور وأمرها ، حتى يخرج ماردا ً يتحدى غزاته بعد ان ظن ّ الكثيرون انه انتهى او سلم ؟ هل نحتاج شواهد لنثبت ما نقول ؟ لا اظن ! فأي مقلب او متفحص منصف لتاريخ العراق يدرك كم صنع هذا الوطن معجزات وكم عشقه ابناؤه وتهاون عروش وتساقطت نياشين على ارض بلاد ما بين النهرين .

ما سر هذه الديمومة في مقاومة التآمر وتحدي الصعاب والاستبسال على تخوم وطن ارادت دول كثيرة وحضارات ان تخمد جذوة التحدي في وطن يلف كل فرد فيه علمه وان تعددت الرايات وتنوعت الديانات والمسميات والخصوم والاعداء فانه يستمد من روح لا نعرفها ولايمكن تعريفها قدرة البقاء ، رغم تنوع الاعداء المتربصين لكنه أبقى من كل وجود ، يخسرون كل ما ادخروه لوقف نموه وعرقلة مسيرة ، لكنه يمضي برغم الخسارات والحصارات والتحديات ،،من ينهل هذا الوطن بكل تلك البطولات ، وكيف يتمكن من سحق وتمثل الكانتونات والمكونات ليكون مكون واحد يمضي إلى صناعة التاريخ والتحكم بالجغرافيا ، حتى في أزمان فاسدة وزعماء متامرين وخصوم شرسين واعداء قتلة ، فانه اثبت انه وطن لايقبل القسمة على اثنتين ،