إن شحة المياه والجفاف الذي تعاني منه البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام أدى إلى تعطيل نصف الأراضي الصالحة للزراعة وهجرة العديد من العوائل الفلاحية نحو المدن .. فبعد أن كانت المساحات الصالحة للزراعة في البلاد أكثر من خمسين مليون دونم ، أصبحت حالياً بحدود النصف تقريباً .. وبرغم اتساع الرقعة الصالحة التي تحصل عقب هطول الأمطار ، فإنها تبقى حالة استثنائية مُتزامنة مع حجم المياه التي أنعمت بها السماء ..

وهناك مبادرات طوعية اعتادت على إطلاقها الجامعات والمعاهد وبعض الإدارات المدرسية والمنظمات المدنية تزامنآ مع حلول أعياد الربيع و ( نوروز ) في كل عام للقيام بحملات واسعة لتشجير الساحات والمساحات الشاغرة بهدف تحويلها إلى ( واحات خضراء ) تبعث الأمل في قلوب المواطنين وتسهم في تحقيق التوازن البيئي ، وجعل ذلك تقليداً سنوياً تمارسه سواعدهم المعطاء في غرس المزيد من الأشجار كل عام ..

وتفاءلنا خيراً قبل بضعة أعوام ضمن طقوس أعياد الربيع والشجرة ، وكمبادرة وطنية ورسمية للنهوض بواقع الزراعة في أرض الرافدين ، أطلقت الشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية في وزارة التجارة فعاليات ( أسبوع الزراعة ) على أرض معرض بغداد وكانت تحت شعار ( لنجعل من العراق واحة خضراء ) .. وكان الهدف من إطلاقها آنذاك ( النهوض بواقع القطاع الزراعي ، وعرض أنشطة الوزارة وشركات القطاعين العام والخاص والمستثمرين والجهات المعنية بهذا القطاع ) .. وقد خفت بريق تلك المبادرة ولم تتكرر لأسباب لم تعلن عنها الوزارة ..

نتمنى على الجهات المعنية أن تكرر إطلاق هذه المبادرات وتوفر لها المستلزمات الكفيلة بنجاحها .. لتسهم بتخفيف آثار التصحّر الناجم عن شحة المياه والأمطار .. وعسى أن تبادر أمانة بغداد هي الأخرى بإعادة الحياة لمشروع الحزام الأخضر من جديد وتجعله واحة خضراء وارفة ..

إنها مجرد أمنيات عسى أن تتحقق ..