الأحد 2025/3/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 16.95 مئويـة
نيوز بار
المعادلة الصعبة.. الحظ أم الحنكة؟
المعادلة الصعبة.. الحظ أم الحنكة؟
حوادث
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب وفاء الفتلاوي
النـص :

 

 

في تاريخ العراق الحديث، يعد منصب رئيس الوزراء من أكثر المناصب السياسية تعقيدا، حيث يتطلب توازنا دقيقاً بين القوى السياسية المختلفة، والمطالب الشعبية، وبين تحديات الاقتصاد والإرهاب والمشاكل الإقليمية، ومع اقتراب الانتخابات المقبلة، يبدأ السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيكون رئيس الوزراء القادم محظوظا أم سيء الحظ؟..من المعلوم أن الحظ في السياسة ليس مجرد صدفة، بل هو مزيج من الظروف والمواقف التي يتعين على القادة التعامل معها بحكمة، وبالنظر إلى الوضع السياسي العراقي الحالي، فإن أي شخص يتقلد هذا المنصب سيتعامل مع مجموعة معقدة من التحديات من ناحية، هناك الفرصة لإعادة بناء الدولة، وتحقيق الاستقرار، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، ومن ناحية أخرى، هناك واقع مرير من الفساد المستشري، والانقسامات السياسية، والضغوط الإقليمية، التي قد تقوض أي محاولة للإصلاح.رئيس الوزراء القادم سيواجه ظرفا دقيقا في التوقيت، حيث سيحاول أن يحقق نتائج سريعة في وقت يشعر فيه المواطن العراقي بالإحباط من الوعود التي لم تُنفذ من قبل. لذا، إذا كان لديه القدرة على بناء الثقة بين مختلف الأطراف السياسية والمجتمعية، فقد يعتبر محظوظا مثل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.اذ يُعتبر السوداني من الشخصيات المحظوظة التي تمتلك حنكة سياسية فريدة، حيث نجح في وضع ميزان دقيق حتى لأبسط الأمور، مما مكنه من احتواء جميع الأطراف بذكاء وحكمة. إدارته المتوازنة للسلطة، وقدرته على تحقيق التوازن بين المصالح المتضاربة، جعلته قادرا على قيادة البلاد في ظل ظروف سياسية واقتصادية معقدة.بفضل رؤيته الاستراتيجية، استطاع السوداني ايضاً أن يبني جسورا من الثقة مع مختلف المكونات السياسية والاجتماعية، مما ساهم في تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد. إضافة إلى ذلك، حرصه على تبني سياسات شاملة تراعي مصالح الجميع، جعل منه قائدًا قادرًا على تجاوز التحديات وإدارة الأزمات ببراعة.لكن التحديات التي سيواجهها رئيس الوزراء المقبل ستكون غير مسبوقة، بدءاً من استكمال إصلاح النظام الأمني لمواجهة الخلايا الإرهابية، إلى تحسين الوضع الاقتصادي الذي يعاني من تدهور حاد بسبب انخفاض أسعار النفط والأزمات المستمرة في إقليم كردستان، وعلى الرغم من أن هذه تحديات صعبة، إلا أن هناك فرصة لنجاح حقيقي إذا كان الرئيس القادم قادرًا على تجاوز هذه العقبات.في النهاية، الإجابة على سؤال ما إذا كان رئيس الوزراء القادم سيكون "محظوظًا أم سيء الحظ" تعتمد إلى حد كبير على معايير النجاح التي سيحددها، والأدوات التي سيستخدمها. مع الحنكة السياسية، والقدرة على التعامل مع الشركاء المتعددين، والتحلي بالصبر والقدرة على التفاوض، يمكن أن يثبت أنه كان محظوظًا في تقديم رؤى جديدة وتحقق الإنجازات التي طالما تمناها العراقيون.وفي كل الأحوال، تظل السياسة لعبة معقدة حيث الحظ لا يمكن التنبؤ به بسهولة، وما يُعتبر حظًا قد يتحول إلى تحدٍ أكبر في لحظة مفاجئة.

 

المشـاهدات 25   تاريخ الإضافـة 15/03/2025   رقم المحتوى 60553
أضف تقييـم