
![]() |
في الهواء الطلق هيكلة الاحزاب وكشف الولاءات (2 ـ 3) |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
ان تعددية الاحزاب والحراكات السياسية ظاهرة صحية من حيث المبدأ العام فهناك تيارات ليبرالية وعلمانية تريد فصل الدين عن الدولة وتدعو لعدم التسلط الشمولي واشاعة الحرية التي يجب ان تحترم حقوق وحريات الاخرين بنفس الوقت دون الخروج عن الضوابط الاجتماعية السليمة ، وهناك احزاب دينية يمكن تقسيمها الى فريقين او ثلاثة ، واحزاب قومية ، واشتراكية ، هذه خارطة عامة يمكن ان تنضوي تحت كل واحدة منها عشرات الاحزاب والحركات السياسية التي يفترض انها تتفق نظرياً وشكلاَ بالقواسم المشتركة واذا اردنا ان نضيف لذلك فممكن اضافة (الجبهة الوطنية التقدمية ـ الحوار الوطني ـ الائتلاف الوطني ـ التجمع الديمقراطي .....الخ من مسميات يفترض بها ان تكون جامعاً لعشرات العناوين من الحركات السياسية ذات المنحى الوطني العابر للايديولوجيا الثابتة او الجامدة. في المحصلة اصلاح الاوضاع السياسية في العراق يتطلب اولاً اصلاح الاوضاع السياسية الخاصة بأحزابه التي اغرقتها التفككات والانقسامات ليس من اجل مصالح وطنية (في الغالب) وانما لتضارب مصالح شخصية ومحاولة الاستفراد بالسلطة وبمغانم الحكم خصوصاً لدى الذين جربوها وذاقوا حلاوتها وبات من الصعب عليهم العودة الى الوراء؟! او الى ما كانوا عليه. فالحزب الذي لم يستطع الحفاظ على قياداته ومريديه واصدقاءه الذين نفروا منه او انشقوا عنه بالتأكيد لا يستطيع ان يوحد جمهوره وبالتالي التأثير على جمهور جديد موالي ، لذلك نجد البعض يحاول استمالة عواطف الجماهير بطرائق مختلفة لا علاقة لها بالوطنية وبمصالح البلد وشعبه ومستبقل ابنائه ، عبر ممارسات اغرائية يستثمر فيها المال السياسي الناجم من مردودات السلطة وموارد الدولة التي تم الاستيلاء عليها بطرق غير مشروعة (والكلام ليس بالعموم) لكنه حقيقة موجودة لم تعد مخفية عن الجماهير الواعية. وتجدر الاشارة الى التذكير بتجربة التحالف الذي انفرط عقده بين التيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي بصفتهما جهتنان سياسيتان معارضتان وما تعرضا له من انتقادات وحملة شرسة من مختلف الجهات لوأد هذه التجربة التي لم يكتب لها النجاح للاسف رغم ان النظرية الوطنية التي يشتركا فيهما متقاربة من جهة المصلحة الوطنية ، الا ان اختلاف الايديولوجية اسرعت في عدم انضاج التجربة ، في حين وجدت احزاب السلطة التقليدية في هذا الاندماج تهديداً حقيقياً لها يمكنه الاطاحة بأغلب الاحزاب فيما لو جرت انتخابات نزيهة وشفافة لذلك سعوا بكل قوة الى افشال التجربة للابقاء على مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة وما يتأتى منها من مكايب ومغانم. لكن لو صدقت النوايا ـ ولن تصدق ـ فبإمكان الاحزاب المتوافقة (شكلاً) من الناحية الايديولوجية ان تعيد تخندقاتها ولملمة شملها وان تفتت الصخور وتزيل الحواجز وتحلحل الخلافات عبر تقديم التنازلات (الشخصية) والتخلي عن فورة وفخفخة الزعامات الورقية المستحدثة وان تعيد حساباتها بالعودة قليلاً الى التاريخ القريب واين كانوا واين اصبحوا واين كان سابقيهم واين باتوا؟! وان يفكروا قليلاً بعجلة الحياة ودورانها وضريبتها التي لا مناص منها! لكانت النظرة مغايرة لقادم الايام ولشهدنا تحالفات وإئتلافات مقبولة ومنطقية لدى الشارع وكلاً لديه جمهوره وثقله وذاك الوقت ستكون نتائج الانتخابات حقيقية وبمشاركة شعبية واسعة بعد ان يتلمس الشعب العراقي وجود اصراراً ومصداقية لقواه الوطنية في انتشال العراق من دوامة التخبطات والضغوطات والتبعيات والولاءات لغير الشعب والعراق. |
المشـاهدات 58 تاريخ الإضافـة 18/03/2025 رقم المحتوى 60611 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |