الثلاثاء 2025/4/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
نيوز بار
في الهواء الطلق بين التجربتين الامريكية والايرانية
في الهواء الطلق بين التجربتين الامريكية والايرانية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

 

لنسلم بحديث بعض المحللين السياسيين وجزء لا يستهان به من الشعب العراقي بجميع الوان طيفه الجميل بان عراق ما بعد 2003 يتقاسمه (من ناحية التدخل والسطوة) دولتان متنازعتان هما امريكا ـ وايران ، دولة علمانية ديمقراطية متحضرة ومتطورة تكنولوجياً وتقنياً ، وجمهورية اسلامية تقودها ولاية الفقيه.

لن اتحدث عن الواقع الاجتماعي والتربوي والتعليمي السائد في الولايات المتحدة الامريكية فهي قد تبدو واضحة من خلال الاعلام والافلام ، وربما نتطرق لاحقاً الى ذلك ، لكن سأحاول بسطور سريعة نقل بعض الامور التي لفتت انتباهي وما المغزى منها.

يتصور البعض ويحاول البعض تصوير الحياة في ايران على انها مجرد طقوس دينية (شيعية تحديداً) تمارس بطريقة تقليدية قديمة (متخلفة) عن ركب الحضارة ، ورغم ان جميع بلدان العالم بأديانها السماوية وغير السماوية وبمختلف طوائفها ما زالت محتفظة بطقوسها الخاصة (التقليدية الرجعية المتخلفة) وتمارسها سنوياً الا ان تسليط الضوء عليها ليس بالمستوى المستهدف مثل ما هو حاصل في ايران والعراق ومحاولة ربط العراق بالتقليد الايراني رغم الفوارق بين طقوس البلدين والفوارق في الطقوس داخل البلد الواحد.

الا ان الحياة في ايران قد تبدو مختلفة تماماً عما يصفه البعض وقد سجل بعض الرحالة ذلك في كتبهم ومؤلفاتهم ، ومن باب التجربة الفعلية وجدت الدراسة التعليمية في ايران منفتحة على جميع الافكار العالمية ، وان لديهم من مراكز البحوث والدراسات ما يمكنها من التحليل والبحث والاستنتاج في مختلف العلوم واهمها ، وانها تدرس العلوم الاجنبية والاوربية وتهتم بنظرياتها وتناقشها وتركز على المهم منها ، كما انها تُضَمن بين مجلداتها وكتبها ومكتباتها ما ينفع العلم ويخدم الدراسة والفهم ، فحين تدرس الاقتصاد مثلاً تذكر العالم الاقتصادي البريطاني ليونيل روبنز كما تذكر انجلس وماركس والنظرية الاقتصادية الشيوعية ، وبالطبع يتم ذكر المفكر الشهيد محمد باقر الصدر بوصفه عالم اقتصاد وفقاً لدراسة الاقتصاد في احدى الجامعات في مدينة (قم) التي تعد مدينة المرجعية الدينية في ايران كما النجف بالنسبة للعراق.

ان العلوم منفتحة لابعد الحدود في الجامعات الايرانية وهو سبب هام في تقدمها وتصنيفها بين الجامعات المعترف بها دولياً.

كما ان هناك مساحة من الحرية الملتزمة وفضاءات سياحية واسعة وتمتاز بنظافة قل نظيرها بدءاً من الازقة الضيقة وصولا الى الشوارع والمدن ، وتوجد ثقافة عامة لدى الشعب تهتم بالنظافة ورمي المهملات في الاماكن المخصصة لها ، اما عن الطرق والجسور فحدث بلا حرج عن التطور فيها واستمرار البنيان والعمران وتطوير الطرق والجسور والانفاق والميترو والطيران ... الخ رغم الحصار والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الامريكية على ايران منذ عقد الثمانينات من القرن العشرين ولغاية الان.

وكثيرة هي الايجابيات التي يمكن الحديث عنها في دولة محاصرة من اكبر الدول العظمى ومن يواليها في العالم الا انها ما زالت واقفة على قدر من القوة مع عدم نكران وجود سلبيات و اوضاع اقتصادية صعبة يمر بها الشعب الايراني بسبب العقوبات الدولية او بسبب وجود معارضة لسياسة الدولة وهو ما لا يعنيني الحديث عنه بقدر ما يعنيني السؤال التالي : اين العراق من التجربتين الامريكية ـ الايرانية؟

لا وجود لقواعد واسس بناء دولة ديمقراطية حقيقية ، واستغلت الحريات المنفلتة لتدمير المجتمع العراقي ، ولا تحضر يعتد به سوى نفايات حضارة مدمرة للمجتمع والاسرة (بدأت بالفرد) ، ولا وجود لتطبيق التجربة الايرانية رغم عدم وجود حصار على العراق ، بدءاً من الصحة والتعليم والثقافة والنظافة والعمران والصناعة المحلية والزراعة والانتاج الوطني بل ان العراق تحول الى مستهلك ودخل مفتوح لتمويل الدولتين لا اكثر في حين يعيش شعبه العديد من الظواهر السلبية والفساد والمحسوبية والمنسوبية والتحزبية والطائفية على حساب المصلحة الوطنية فهل سيبقى العراق بين مفترق الطرق والى متى ، وما هي الادوات وعلى يد من سيكون الخلاص؟

المشـاهدات 17   تاريخ الإضافـة 07/04/2025   رقم المحتوى 61321
أضف تقييـم