تواجه عملية الزراعة خلال الأعوام الأخيرة مشكلات عديدة  ، أبرزها شحة المياه وانحسارها وارتفاع مناسيب المياه الجوفية التي تسبب ارتفاع نسبة الملوحة  ، فضلآ عن انتشار الآفات الزراعية وآثارها السلبية والخطيرة على حجم المحاصيل ونوعيتها .. وكان على الجهات المعنية مواجهة هذه الحالات ببرامج وإجراءات تنسجم مع كل حالة على انفراد  .. فنقص المياه وشحتها المتفاقمة تعالج بالتقنين والمراشنة وتعميم أساليب السقي الحديثة وتبطين القنوات الأروائية  .. كما أن ارتفاع الملوحة تعالج بمشاريع البزل  .. أما الآفات  ( الزراعية ) فتعالج بالأدوية والمبيدات التي يفترض أن توفرها الدولة للمزارعين وتعينهم في استخدامها .!

وتفاقمت ظاهرة انتشار عشبة النيل أو ما يطلق عليها ( نبات الشمبلان) الذي لم تنفع في القضاء عليه واجتثاثه الإجراءات ( الخجولة) التي تنفذ بين الحين والآخر  ، فراح يغطي مساحات واسعة من ضفاف وأحواض الأنهر والجداول الفرعية  ، ويؤثر في انسيابية المياه الشحيحة أصلآ  !!

وقد سبق لوزارتي الموارد المائية والزراعة والجهات المعنية أن وعدت بإنشاء ( وحدات بحثية  ) أو مراكز متخصصة بشؤون الأدغال والنباتات الطبيعية لتأخذ على عاتقها إعداد الخطط البحثية وتشجيع الباحثين لوضع مقترحات وحلول بإمكان الجهات المعنية الإفادة منها في المكافحة  .!

إنها مشكلة حقيقية ضاعفت محنة المزارعين في الحصول على المياه  ، ولا يمكن مواجهتها بالإجراءات البدائية غير المثمرة التي تستنزف الكثير من الأموال والجهود  ، وتحبط آمالهم وتتجاوز حدود المعقول  .!