** المسؤول المتردد وغير الكفوء او الفاسد ، هو ذلك الشخص الذي يحاول ان يحيط موقعه بحالة من السرية ويتستر خلف ببيروقراطية فجة لا مسوغ لها ، ويتكتم هو ومكتبه على كل خطوة يخطوها ، صغيرة كانت ام كبيرة وكأنه يرتكب جريمة .. ولانه غير واثق من سلامة قراراته لانستبعد اغلاقه لابواب التواصل مع الاعلام تطبيقاً لمقولة ((الباب اللي يجيك منه ريح..)) جراء ما تزينه له اوهامه بأنه يفعل ذلك ليحمى نفسه وينأى بها على الخوض في المشاكل.

** تبقى هنا جدلية المفاضلة بين نظام مغلق يقمع الحريات ويكتم الأفواه لكنه يبني ويطور ، و بين آخر ديمقراطي يفسح المجال امام الرأي والتعبير ويفشل في البناء، لنخلص الى نتيحة مفادها ان المشكلة لا تكمن بالنظام ونوعه وطبيعته بقدر تعلق الأمر بالاطراف المشاركة فيه ، خاصة تلك التي لا تؤمن به سواء كان شمولياً أو على النقيض، خاصة أولئك الذين تلزمهم ادبياتهم الحزبية عدم الانصياع لمتطلبات النظام لأنها لا تتوافق مع معتقداتهم الدينية او الاجتماعية ليستغل هذا في ضرب بنية النظام الداخلية تحت ذرائع شتى منها تطبيق الشريعة وتعدد الخطوط الحمر وقدسية الاشخاص وعدم المساس مهم.

** ليست مشكلتنا الوحيدة بالفاسدين من سراق المال العام ، بل المشكلة تمتد الى ما هو أبعد من ذلك ، خاصة الجزء المتعلق باستحواذ القوى السياسية على المواقع الادارية المتقدمة، وزج أتباعها من غير الكفوئين لادارتها ، لينتج هذا الخراب ، وعلى هذه الشاكلة.