احتفل العراقيون قبل ايام بعيد الاضحى المبارك الذي تواصل على مدى ستة ايام في ظروف كانت ـ والحمد لله ـ طبيعية وآمنة ، عدا ما راح يعانيه ذوو الدخل المحدود والمتقاعدون الذي لم تصرف رواتبهم برغم حلول مواعيد الصرف ضمن ايام العطلة وراحوا يعانون من بعض المنغصات والاحراج امام عوائلهم واطفالهم واصحاب الاسواق والمخازن الذين علقوا لافتات تشير بخط انيق الى أن (الدين ممنوع والعتب مرفوع ) !!

والعيد ـ كما هو مألوف ـ مناسبة للفرح والتآزُر والابتعاد عن هُموم العمل ومشاغل الحياة اليومية وفُرصة لتوثيق وتعزيز الروابط الاجتماعية والمحبة بين افراد الاسرة والارحام والجوار ..

وفي الوقت الذي يتفرغ فيه مُعظم العاملين في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص من عناء العمل اليومي المرهق ، وينصرف الجميع لممارسة طقوس هذه المناسبة السعيدة ، كل بحسب امكاناته وظروفه ، وتنطلق العوائل الى المنتزهات وضفاف الانهار والمراقد المقدسة وزيارة قبور الاحبة ، فإن الالاف من (الجنودالمجهولين ) العاملين في المؤسسات الخدمية والصحية والامنية والاعلامية يواصلون مهماتهم خلال هذه العطل والمناسبات بعيداً عن عوائلهم واطفالهم ليسهموا في توفير الراحة والامان للمحتفلين بهذه الايام كرجال المرور والامن والحشد الشعبي وعمال الخدمات والصيانة ومُعظم الملاكات الطبية والتمريضية ورجال النجدة النهرية والعاملين في المعامل والاسواق التجارية وغيرهم من المجاهدين .

ان هؤلاء المثابرين الذين امضوا ايام العيد ولياليه في مواقع العمل ، ومارسوا واجباتهم اليومية بعيداً عن الاضواء، وفي ظروف عسيرة للغاية من اجل ان ينعم الاخرون بالراحة والامان يستحقون منّا كُل المحبّة والوفاء والتقدير ، ومن الحكومة الدعم والتكريم .

فتحيّة لجميع هؤلاء الساهرين والمُثابرين الذين ضحّوا بسعادتهم وراحتهم ووفروا الامان والراحة والسعادة لابناء شعبهم ، وكل عيد والجميع بخير ..