الثلاثاء 2025/4/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
نيوز بار
المعلم يطالب بالحق
المعلم يطالب بالحق
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب ابتسام الخفاجي
النـص :

 

 

 

من قلب الميدان التربوي، ومن عمق القاعات الدراسية، نُخاطب كل من يملك ضميرًا حيًا ومسؤولية وطنية، لنقول إن المعلم لم يعد قادرًا على الاستمرار في أداء رسالته النبيلة وهو يرزح تحت وطأة الحاجة وتدني الراتب وغياب الاهتمام. كيف يُطلب من المعلم أن يبني الأجيال، ويُربي العقول، ويُشكّل الوعي، وهو نفسه يعاني من قسوة الظروف وصعوبة العيش .إن رواتبنا باتت لا تفي بأبسط متطلبات الحياة الكريمة، في وقت نشهد فيه ارتفاعًا مستمرًا في تكاليف المعيشة، بينما تُمنح امتيازات ومخصصات في وزارات ومؤسسات أخرى، تتجاوز أضعاف ما يتقاضاه المعلم الذي يُفني عمره في خدمة الوطن وأبنائه. أليس من حقنا أن نُعامل بالعدالة؟ أليس من حق من يُخرّج الطبيب والمهندس والقاضي، أن يُكرَّم لا أن يُهمَّش؟ لقد أصبح المعلم يشعر بالخذلان، ليس من وطنه، بل من تقصير بعض مؤسساته في إنصافه وتقدير جهوده .وإننا نتساءل بمرارة ، كيف أُعطي للمهندس حق فتح مكتب استشاري، وللطبيب عيادته الخاصة، ولمهنٍ كثيرة أخرى الحق بمزاولة أعمال إضافية إلى جانب وظيفتهم الرسمية، بينما يُمنع المعلم من أي مصدر رزق إضافي، ويبقى أسير راتب محدود لا يكاد يكفي لأيام معدودة ، أليس من الظلم أن يُترك المعلم في زاوية العوز، بينما يُفتح الباب لغيره ليُحسّن أوضاعه المعيشية؟ أين تكافؤ الفرص؟ وأين العدل الذي نرجوه ونتمسك به كمبدأ دستوري وإنساني .نحن لا نُعارض الدولة، بل نحن جزء منها، نبنيها بالكلمة، ونُعلي شأنها بالعلم، ونقف في صف الدستور والقانون، ونؤمن أن المطالبة بالحقوق لا تعني التمرد، بل هي نداء للإصلاح وطلب للعدالة. نحن لا نحمل في قلوبنا سوى الإخلاص، ولا نطمح إلا لأن نُعامل بما يليق بدورنا وحجم مسؤوليتنا .

المشـاهدات 30   تاريخ الإضافـة 07/04/2025   رقم المحتوى 61328
أضف تقييـم