الأحد 2025/4/13 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
نيوز بار
بين الواقع والشعارات العراق إلى أين ؟
بين الواقع والشعارات العراق إلى أين ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب مهدي بابان
النـص :

 

 

 

كثيرةٌ هيَ الشعارات وحتى الأهازيج التي أُطلقت ضِمن المُجتمع على مَر العُقود الماضية ، أن الخَلل يبدأ من بين ثَنايا الناس ، فَكُلنا حينما نُناقش قَضية في أي مَجال سياسي، إجتماعي، ديني، نَطرح آرائنا وَمواقفنا ضمن مُستوى يَقترب من نَزاهة وإيمان الأنبياء والأولياء! لكن الكثيرَ منا في التَصرف والواقع نَكون تَقريباً عَكس هذا في الغالب، والدليل أن نِسبة السَيء والطالح مِن الأعمال والأشخاص أكثر بِكثير من الجَيد و الصالح!.وهذا ما تَسبب ويَتَسبب بِتَقهقُر خُطانا نحو ما نَتَمَناه مِنَ التطور والحياة الكريمة، لنا ولأجيلنا ضمن الواقع المَنظور، مثلاً، بعد عقد الستينيات جائَنا حزب البعث بالكثير من الشعارات ومعه عدد من دول المنطقة، شعارات حزب البعث كانت "وحدة وحرية وإشتراكية" ، "أُمة عَرَبية واحدة ذات رسالة خالدة" السؤال هل كان بالإمكان تَطبيق هذه الشعارات؟ بين الدول العربية التي تَحمل أفكار وشعارات قَريبة مِن هذه، (الوحدة) مَعَ مَن و الكُل يَتَآمر على الكُل ؟!، وأين الحُرية وشعوب هذه الدول كانت مُكممة ولا أحد يَجرؤ على التَعبير عن رأيه و تُفرض عليه أفكار و مَبادئ و أشخاص لا يؤمن بها وبِهم!؟ .كثيرةٌ هذه الشعارات التي فُرضت عَلينا نَحن العراقيين وبَعض شعوب المَنطقة، وكانت لها قُدسية ولا أحد يَجرؤ للنقاش حولها! وهيَ مُستحيلة التَطبيق في الغالب، ولا يؤمن بها أغلب مَن يُطلقها. ومعَ الشعارات كانت هناك أوصاف وتَسميات مبنية على مفاهيم مُشوهة و مُزَيَفة! مثل " الرجعية العربية ، العُملاء " ، " الثوار ، المناضلين ، القادة ... إلخ" مُنذُ أَن جَلَست على مقاعد الدراسة الإبتدائة وأنا مفروضٌ علي أن أتغنى بهذه الشعارات ، وأُمَجِد  " الثوار ، المناضلين ، القادة ... إلخ" وأتَحامل وأنتقد " الرجعية العربية ، العُملاء "، لكن بَعد أكثر مِن تَجربة 3عقود وتَمَعُني وقِرأتي لِتَفاصيل الواقع الذي مَرَ علينا و على غيرنا مِن بعض الشعوب، وأرى كيف أن ما يوصَفون بالثوار والمُناضلين والقادة أغلبهم لا يَهُمَهُم سوى مَصالِحِهم وإستحواذِهم على المناصب وَمصادر الثراء!، وكيف أنهم يسعون لتوريث أبنائهم المناصب وزمام السلطات.والعراق ودول الخليج خير نموذجٍ للمقارنة بين حُكام الشِعارات وَحُكام هذه الدول التي كان الثوار ينعَتوهُم بالصفات المذكورة ، العراق بلد غَني جداً ليس بالنفطِ  فَقَط بَل بثَروات القدرات البشرية ، والمياه ، والزراعة ، و معادن كثيرة ، والسياحة ، والموقع الجُغرافي ...إلخ ، لكن لَم يَنَل شَعبَهُ عُشر ما يَستَحِقَهُ مِن رَفاهية وحياة كَريمة ، وخاصةً منذُ ما توالى على حُكمِه أصحاب الشعارات الذين جاءو مِن خلال الثوراة المُتَتالية خلال عَقدين، وخاصةً زَمَن حُكم حزب البعث وقائدهُ الذي تَسَبَبَ في جريان أنهُر مِن دِماء شعب العراق ، وهَدر أغلبَ أشكال ثَرَواته المَذكورة أعلاه،! .و يُقابِلُ هذا دول الخليج مُنذُ تأسيسها  خلال عقود قليلة، كانت ومازالت شُعوبها تَحيا في بَحبوحةٍ و كَرامةٍ يُحسَدونَ عليها!.إنَ ما دَعاني أن ألج في هذا المَوضوع أني أرى هناك الكثير مِنَ الشعارات والتَسميات الجديدة في يومنا هذا وأخشى أن التأريخ يَعود ونرى ويَلات رُبما أشد مما سَبَقَت، وخاصةً أنَ المَنطقة تَمر في حالات خَطيرة وَ مَصيرية، وخاصة بعد التَداعيات التي خَلفتها العَملية النَوعية في 7 أكتوبر، الغير مَدروسة التي جَرت في غزة .

المشـاهدات 28   تاريخ الإضافـة 12/04/2025   رقم المحتوى 61494
أضف تقييـم