المعلمون اكبر شريحة اجتماعية عاملة في الدولة واكترها انسجاما من اوجه عدة ولكن مشتتة من الناحية العددية بتوزعها الى اعداد صغيرة على الرقعة الجغرافية للمدارس , وهذا ما صعب تحركها ونشاطها المدني الجماهيري للدفاع عن حقوقها على مختلف الصعد , ومن جانب اخر جعل الحكومات مطمئنة الى صعوبة تحركها الفعال والجماعي , وكانت مراهنة خاسرة , فالمسالة ليست بهذه البساطة المتصورة ,وتناست تطور التكنولوجيا ومعرفة هذه الشريحة بها , كما ان الحاجة والمنفعة والمكاسب اكبر من ان تغمط الى ما لانهاية , ويمكن ان تمنع تفجر حركة واعية مؤثرة في الاضراب الكبير الذي اجبر الحكومة على الاجتماع ومجلس النواب على تفعيل لجنته المختصة واستجابوا الى نصف المطالب الستة عشر , في معركة لن تنتهي , واعادة الى الواجهة المطلب الاساس سلم الرواتب للبحث فيه لأنصاف ليس المعلمين لوحدهم وانما كل العاملين باجر .الواقع الاضراب الاخير ازاح الركام المتراكم , وبين ان هذه الفئة المظامة , لديها طاقات جبارة اذا وجدت من يلتقط عناصر قوتها ويوظفها بشكل صحيح بشان مصالها ويبتعد عن القوى السياسية المتقاعسة التي ركنت على الظلم ولا تعرف كيف تفعل ما يحرك الجماهير ويحفزها على التعبير الايجابي عن تطلعاتها , واليوم اوضح المعلمون كيفية التغلب على التبعثر وتحقيق التواصل المكثف عن طريق التواصل الاجتماعي الى جانب الوسائل الاخرى والاهم تلمس ما يريده الوسط الاجتماعي , فمثلا من عقود والحكومات لمتوزع اراض على المعلمين , بل ان بعضهم احيل التقاعد ولا يزال يسكن بالإيجار , وعمل بالمجان “سخرة ” في المدارس ليحصل على فرصة عمل .تمكن المعلمون من توظيف مكامن القوة عندهم واجبروا الحكومة على الاستجابة لبعض مطالبهم والاعتراف بحقوقهم اسوة بالفئات الاخرى , وهي ليست هبة, وانما حقوق كفلها لهم القانون والدستور, ولكن لم تستدعى ويستجاب لها الا بالحركة والنشاط الفعال وتنظيم الصفوف وهذا ما فعلوه من خلال نشطائهم ونقابتهم , ولا بد ان نشيد بحركة الاستقالات الجماعية من ادارات المدارس في الناصرية للتضامن مع زملائهم على الرغم من تضررهم ماديا منها , مما يعني الاستعداد للتضحية من اجل الاهداف العامة .واخيرا ندعو كل فئات شعبنا الى التعلم من المعلمين في حركتهم لنيل حقوق وتنظيم صفوفهم والاستفادة من دروسها في تعميق الاواصر فيما بينهم .