السبت 2025/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 32.95 مئويـة
نيوز بار
الأمة الغائبة !!
الأمة الغائبة !!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صادق السامرائي
النـص :

 

 

الذي أصاب مجتمعاتنا من الويلات والنكبات تغلبت عليها وفقا لمفهوم الأمة , وطاقتها المتجددة المتماسكة المعتصمة بذاتها وموضوعها.وما حصل بعد الحرب العالمية الأولى , إستدارة مرعبة , تقطعت بموجبها أوصالها , فتفتت كينونتها , وتسربت في بدنها المفاهيم التمزيقية , وهي ترفع رايات متنوعة لا تعرف سوى النزق الوهمي المتوج بالدعوات التحزبية والقومية , وغيرها من التوجهات التفريقية الداعية للتصارع البيني.وكان للنفور من التأريخ دوره , بإيهام الأجيال أنه بشع ومشين ودموي يعصف به العنف والظلم القبيح.فتأهلت مجتمعاتنا لإستيرادات متنوعة , وأعطتها إسم الحداثة والمعاصرة , فصرنا ننكر تراثنا ونعاديه ونمسخه , وأصبحنا نتحرك بلا جذور كالشجرة التي تسعى للجفاف والخواء , وتأكدت التبعية والشعور بالدونية , وأذعنا للإستلاب الغاشم من قبل الطامعين بنا , مما تسبب بظهور حالات زادت في تعزيز السلوك السلبي , ومنح المعادي مبررات النيل منا.وانشغلت النخب بالتراث والمعاصرة والنظرية والتطبيق , والقومية والوطنية , وتشطى وجود الأمة , وداهمتها إندفاعات الشباب المتوهم , المشحون بالتصورات الطوباوية الإقتحامية ذات المجازفات المرعبة.وما مرت به مجتمعاتنا منذ بداية القرن العشرين , يؤكد أن علة الأمة بقادتها , فالدولة العثمانية أسقطها شباب حركة تركيا الفتاة وعلى رأسهم أنور باشا (1881 – 1922) , ولا تزال مجتمعاتنا تعاني من قادتها الذين يجردونها من جوهرها الحضاري , ولا يحفزون القدرات ولا يلمّون شمل الوجود المتماسك العزيز لأبنائها , لأنهم ينكرون الأمة ويتواصلون في مسيرة الحفاط على مصالح الطامعين بها.وبفقدان مفهوم الأمة ضاع الإنسان في مجتمعاتنا , وخوت مسيرتنا على عروشها , وأصبحت حالتنا كالعصف المأكول , تذروه رياح التدخلات الخارجية الساعية للإستحواذ على البلاد والعباد في بقاع دولنا كافة.

 

فأين الأمة؟

 

و ” كنتم خير أمة ….”

 

أمةٌ غابت وشعبٌ حائرُ

 

ووجيعٌ بحماها دائرُ

 

وسراةٌ في رباها قامرتْ

 

وشبابٌ من هوانٍ ثائرُ

 

وكذا الأيام عنها إنزوتْ

 

وتولاها طموعٌ جائرُ

المشـاهدات 32   تاريخ الإضافـة 25/04/2025   رقم المحتوى 62098
أضف تقييـم