
![]() |
من نثار الياقوت ...قصيدة جديدة للشاعر الكبير مجبل المالكي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
1 أتوهّجُ في هالةِ عشقي ، أختزلُ العالم َ في أجملِ لوحةِ شعرٍ تفتضّ بكارةَ لُغز الكونِ ، وتستبطنُ جوهرَ روحِ الإنسانْ . وأظلُّ أرشُّ صفاءَ دمي ضوءاً فوق مداراتٍ لا تكبو في عصفِ طواحينِ الحربِ وأزمنة الجدبِ، ولا ترضخُ قطّ لصوتِ الطغيانْ . 2 تمادوا بقطفِ العناقيدِ في لبّ قلبي ، وعبّوا دنانَ الســلافِ المشعشعِ حتى النخاع
ولمّا تآكلتُ واخلولقَ السعفُ عاثوا بكربِ الخلايا ، وحزّتْ معاولهم قامتي ، وعانقتهم مثلما تحضنُ الريحُ خفقَ الشراعْ !!.
3 لميعادِ غربتنا هجرتانْ . هجرةٌ في ثرى موطنِ الروحِ تمضغُ أرواحَنا سودُ جدرانها ، ثمّ تتبعها هجرةٌ في جحيم التغرّبِ تطحنُ ما ظلّ من يابسِ العمرِ في عالمٍ أقفرَ الحبّ في ظلّهِ والحنانْ .
4 مقيمٌ على هيكلِ الروحِ لا فرقَ بيني وظلّ المطاراتِ احتضنُ القادمينْ . وأبكي على من خبا نجمُهم في فضاءِ الفراقِ المدمّى ، وعصفِ السنينْ . فلا غربتي تنجلي عن دمي ساعةً ، ولا وردةُ الروحِ تستلّ حزني الدفينْ . 5 دائماً نستهلُّ ابتهاجَ احتفالاتِنا بالكلامِ المنمّقِ ، والقبلِ الستعارةِ ، والضحكِ ، ثم العناقْ . ساعةً ثمّ تغلي مفازاتُ أعماقنا باشتعالِ الحنينِ الذي يحتوينا ، ونجترّ وقعَ الحروبِ التي مزقتنا ، وهولَ الفراقِ الذي لا يُطاقْ ! 6 كلُّ ما حولي الآنَ منغلقٌ مثلَ أسرارِ هذي البيوت ْ وأنا غربةٌ أدمنتْ روحَها ، وارتضتْ بين أوهامِ أحلامها أنْ تموتْ !!
7 هبيني السنينَ التي غادرتْ واعزفيني نشيداً بهياً ، وغوصي بأعماقِ روحي الجديبةِ مثلَ الندى فوق زهرِ الحقولْ . فأنا شاعرٌ مرهفُ الحسِّ لا أرتضي أنْ يحزّ الأسى جذوتي ، ثمّ تسلمني وحشتي للردى والذبولْ . 8 أتقنتُ الأدوارَ جميعاً لكنّي لم أسقطْ إلاّ في فصلِ هيامكِ فانهارَ البطلُ المخبوءُ بعينيكِ ، وأعتمَ فوقَ سماءِ المشهدِ سحرُ الأنوارْ . طارت من بين يديَّ الأوراقُ ، تلعثمتِ الكلماتُ ، وعلّمني الطيرُ القابعُ في شمسِ فؤاديَ أنْ أنطقَ بالحقّ ، وأكشفً سرَّ الأسرار!! 9 في أعماقِ دمي موتٌ يتوارى ، ليلٌ يخبو ويؤولُ الى الأبدِ المهزومْ . في مرآة بروقي أبصرُ وجهيَ أبهى من فرطِ الحسنِ ، وكالياقوتِ أنا ، أو أغصان التوتِ ، اعتقُ روحيَ في دنّ شعاعي ، أشهقُ – كالطيرِ – الى مجرى الملكوتْ . في أعماقِ دمي موتٌ لا يأبهُ في موتي ، ويموت ْ !!
10 أقسموا أن يردّوا اليكَ الندى بعضَ طيبِ الصداقاتِ ، وردَ المحبّةِ ، شهدَ الوفاءْ . غادروا كلّ هذا الذي فيه أرواحهم تستضاءْ وانتهتْ قصةٌ أسدَلتْ فوق لوحِ الزمانِ الرديء الستارةَ واغتيلَ عصرُ النقاءْ !! |
المشـاهدات 49 تاريخ الإضافـة 05/05/2025 رقم المحتوى 62522 |