الخميس 2025/7/31 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
نيوز بار
إنه زمن الفاشينيستات والبلوغرات!!
إنه زمن الفاشينيستات والبلوغرات!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.م.د. صدام العبيدي
النـص :

 

 

يكاد يتفق الجميع اننا نعيش عصر التدهور  والانحطاط، واختلال منظومة القيم والأخلاق، وتراجع دور العلم والثقافة والابداع والذوق الرفيع والمحتوى المفيد النافع، وحل محله الانحطاط والتفاهة والابتذال، وكان لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتنافسها فيما بينها تجارياً وإعلامياً ومنح الأموال لأصحاب المحتويات الهابطة الدور الأكبر في انتشار البضاعة والمادة السيئة الرديئة، وانكماش وتراجع دور العلم والمعرفة والثقافة والأدب، فمهد ذلك لانتشار الانحطاط والتفاهة والسذاجة على أعلى المستويات، لذا تسيد المحتوى الهابط وأصحابه من التافهين والجاهلين، فصار المحتوى غير اللائق الخادش للحياء وللقيم والأخلاق والأعراف هو السائد، وصار أصحابه هم أهل الشهرة والنفوذ والمال، فالفاشينيستات في العراق  صاحبات المحتوى الهابط والمنحط صرن بين ليلة وضحاها من مشاهير السوشيال ميديا من خلال نشر صورهن على المواقع فيجذبن مئات الآلاف من المتابعين من المراهقين والشباب لحساباتهن ليقمن باستثمار هذا الاندفاع الجنوني من المراهقين والشباب في متابعتهن بالتسويق الإعلاني للبضائع والمنتجات والمحلات التجارية، فصرن بين ليلة وضحاها يملكن النفوذ والجاه والشهرة والمال، فغدون من أصحاب ملايين الدولارات والسيارات الفارهة والشقق والفلل السكنية ويحملهن أو بعضهن الجواز الدبلوماسي!! فمن أين جئن بهذا المال ومن وفَّر لهن  الحصانة والدعم والحماية والنفوذ؟ الجواب على ذلك لا يحتاج إلى بذل جهد ولا لمزيد تفكيرٍ للوصول إلى الحقيقة التي مفادها أن كل هذه الأموال والشهرة والنفوذ والجاه هو من خلال أجسادهن وهذا ما يعترفن به شخصياً أثناء مقابلاتهن، ففي مقابلة إعلامية لأحد البلوغرات في إحدى القنوات الفضائية المحلية حين سُئلت من مقدم البرنامج من أين للبلوغرز هذه الأموال والسيارات الفارهة فقالت بكل صراحة: "من طيبة كلبها" وهذه الكلمة تستخدم في الأوساط العامية باللهجة العراقية ويقصد بها مؤخرتها!! وهذا ما يفسر لنا اعتداء وتجاوز لتلك الفاشينيستات والبلوغرات على القانون والنظام، وإهانة كل من يحاول تطبيق القانون والنظام عليهن، وقصص التجاوز على رجال الشرطة والمرور وموظفي الدولة ظاهرة للعيان، فهن مدعومات من بعض المتنفذين وأصحاب السلطة والنفوذ في الدولة! وليس العتب في ذلك على الفاشينيستات والبلوغرات ولا من يقف خلفهن من أصحاب السلطة والنفوذ والمال في العراق وإنما العتب كل العتب على المجتمع الذي أعطى للتافهين وللمنحطين دور ومكانة واهتمام لا يستحقونه من خلال متابعة لحساب هذه البلوغر أو تلك الفاشينستا على وسائل التواصل الاجتماعي التي يصل المتابعين لبعض هذه الحسابات بمئات الآلاف، والعتب كل العتب أيضاً على الإعلام الذي ركب الموجه فجعل من أصحاب المحتوى الهابط والفاشينيستات نجوم ومشاهير، فسُلطت الأضواء عليهن، واجريت المقابلات معهن، ولا أعرف كيف يحق لقناة أو مؤسسة إعلامية تحترم شرف المهنة الإعلامية وتدعي أن صاحبة رسالة  أن تسمح لنفسها أن تجري مقابلة مع بلوغر أو فاشينستا، وما هو الدور الذي قدمته هذه البلوغر أو تلك الفاشينستا للمجتمع وللإنسانية حتى تجرى اللقاءات معهن، ما هذا المنهج المقلوب الذي يجعل للتافة والمنحط قيمة، ويهمل ويترك صاحب العلم والثقافة والإبداع فيجعله مركون في زاوية الإهمال والنسيان، كل هذا من أجل الحصول على المشاهدات والاعجابات والتعليقات، أين الرسالة الإعلامية والدور المهني للصحافة والإعلام من ذلك؟ لماذا يعيش الكثير من العلماء والمفكرين والشعراء والأدباء والمثقفين حياة الكفاف وبعض يموت ولا يجد ثمن الدواء أو يعيش حياة صعبة مادياً ومعنوياً فلا يكاد يجد من يلتفت أو يفطن إليه أحد، أو لا يجد من يقدر علمه وجهده ودوره، وهذا بلا شك يعكس حقيقة لا خلاف عليها أننا نعيش في عالم مجنون اختلت فيه الرؤية، وقُلبت فيه الموازين فأعطيت لبعض الأعمال والشخصيات دوراً أكبر من حجمها ولا يتناسب مع ما تقدمه من جهد وخدمة للمجتمع وللإنسانية، وبالمقابل أُهملت الكثير من الشخصيات التي قدمت أعمال وانجازات ساهمت وتساهم في تنمية المجتمع وتقدمه وتطوره في كل مجالات العلم والمعرفة والثقافة والفكر والأدب، هذا هو سبب مصيبتنا في عصرنا الحاضر!!

المشـاهدات 852   تاريخ الإضافـة 26/05/2025   رقم المحتوى 63341
أضف تقييـم