
![]() |
مأزق ترامب في النزاع الإيراني-الإسرائيلي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
باحث سياسي واقتصادي
دونالد ترامب يواجه اليوم أحد أعقد التحديات السياسية في ولايته الثانية. فالرجل الذي وعد أنصاره في شعارات رنانة "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" بعدم التورط في أي حرب جديدة في الشرق الأوسط، يجد نفسه محاصراً بمشهد دموي متصاعد بين إيران وإسرائيل، وبلحظة قد تؤدي إلى انفجار إقليمي واسع يُحرج الولايات المتحدة إذا وقفت على الحياد. لكن الضغط لا يأتي فقط من الأحداث على الأرض، بل من: 1. اللوبي الصهيوني القوي داخل الولايات المتحدة، الذي يدفع باتجاه تدخل حاسم لحماية الكيان الإسرائيلي من الانهيار الاستراتيجي، خاصة إذا تكثفت الضربات الإيرانية وعطلت بشكل كبير قلب "تل أبيب".2. صقور الحرب في الكونغرس والبنتاغون الذين يرون في انهيار الردع الإسرائيلي مقدمة لانهيار نظام الهيمنة الأميركي في المنطقة.3. خطر سقوط قتلى أميركيين داخل الأراضي المحتلة أو على حدود لبنان وسوريا بفعل العمليات العسكرية، وهو سيناريو قد يجبر إدارة ترامب على التدخل المباشر حتى لو لم ترغب بذلك. وفي تصريح لافت قبل ساعات، قال ترامب إنه "قد يتدخل لمساعدة الكيان في القضاء على البرنامج النووي الإيراني"، لكنه عاد وأكد أنه يفضل اتفاقاً بين الطرفين شبيهًا بما فعله بين الهند وباكستان. هذا التصريح يُقرأ بطريقتين: أولاً: إعلان نية تفاوضية تهدف لابتزاز إيران عبر الضغط العسكري، ودفعها إلى طاولة المفاوضات وهي في وضع مهتز. ثانياً: تهيئة الرأي العام الأميركي والدولي لاحتمالية تدخل محدود ومباشر ضد إيران إذا فشلت الضغوط أو تصاعدت الخسائر في صفوف الحلفاء.لكن العقبة الكبرى أمام أي اتفاق، كما أشار كثير من المحللين، هي أن إيران لا تعترف أصلًا بشرعية "الكيان الصهيوني" كدولة، وبالتالي فإن أي حديث عن معاهدة أو اتفاق سلام بين الطرفين يُعد ضرباً في العقيدة الأيديولوجية للنظام الإيراني. إيران تعمل بعقيدة الصبر ومبدأ الردع الشامل. وهي تدرك منذ انطلاق التصعيد، كما بدت مدركة أن المعركة لن تُحسم سريعًا، بل قد تمتد لأيام أو أسابيع وربما شهور. وقد بنيت استراتيجيتها على ثلاث نقاط جوهرية:1. الاحتفاظ بأوراق الردع إلى مراحل متقدمة مثل صاروخ "قاسم" أو استخدام صواريخ شهاب الصينية أو خلط ساحات محور المقاومة.2. التصعيد المحسوب والمركّب: أي ضربات موجعة دون الوصول إلى مستوى الضربة الكاسحة التي تفتح الباب أمام تدخل أميركي مباشر.3. التمسك بعدم التفاوض تحت الضغط العسكري، لأن أي تفاوض في هذه اللحظة يُفسَّر كخضوع، وهو ما يناقض المبدأ الإيراني منذ عام 1979.الكيان الإسرائيلي رغم تفوقه العسكري والتكنولوجي، إلا أنه في مأزق وجودي، حيث يواجه أكبر اختبار داخلي منذ حرب 1973: حيث يقبع الشعب المحتل في الملاجئ، والمدن في حالة طوارئ، والسفارات تتحدث عن سيناريوهات كارثية. واستمرار الحرب سيكشف حتماً، هشاشة جبهته الداخلية والتحالفات السياسية، خاصة إذ بدأ الاقتصاد بالانهيار، وارتفعت أعداد القتلى. وان تعرض مركز وايزمان العلمي – كأحد رموز السيادة التكنولوجية – الى ضربة مباشرة، هذا يكشف عن هشاشة أمنية كبرى رغم كل الأساطير.
السؤال الاهم: هل نحن أمام حرب كبرى أم تسوية قسرية؟
المشهد قابل للانفجار في كل لحظة، ولكنه أيضاً يقف على حافة تسوية كبرى، مشروطة بقدرة إيران على فرض معادلة ردع دون تصعيد شامل. ونجاح الوسطاء الإقليميين (تركيا، السعودية، قطر، وربما الصين وروسيا) في تجميد التصعيد وفرض "وقف إطلاق نار مشروط". ومواقف ترامب المتذبذبة التي قد تحسم المسار: إما نحو حرب محدودة، أو نحو اتفاق يشبه "كامب ديفيد جديدة" لكن بشروط أكثر قسوة على إيران. حتى اللحظة، الحرب لم تصل ذروتها بعد، ولكن الطرفين يرقصان على حدّ السكين، وكل ضربة قادمة قد تكون هي الضربة الأخيرة… قبل الانفجار الكبير أو التراجع الحاسم. |
المشـاهدات 31 تاريخ الإضافـة 16/06/2025 رقم المحتوى 63972 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |