
![]() |
في الهواء الطلق (3 ـ 4) الاتعاظ من التاريخ والتجارب الفاشلة |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
وللدكتور شعبان و الراحل صلاح عمر العلي رؤية متطابقة من دون ان يتفقا عليها ، لكنه رؤية تختلف عن توجهات الاخرين رغم استطاعتهما التملك والتسلط ، الا ان قرائتهما المسبقة للمشهد السياسي وما ستأول اليه الامور جعلتهما يختاران المعارضة البناءة. كان رأي الدكتور خير الدين حسيب (مدير مركز دراسات الوحدة العربية) ، أننا ثلاثة أقطاب عروبية : هو رمز للقوميين العرب وناصري عريق، وصلاح رمز للبعثيين، وسبق له أن اعترض على سياسات النظام، وأنا ـ الدكتور شعبان ـ مثقف شيوعي بارز وموقفي مشرف خلال الحرب العراقية – الإيرانية وضدّ الحصار وضدّ الاحتلال، على الرغم من معارضتي للنظام. وهو ما يعطي لهذه المجموعة صدقية إذا ما أعلن عنها. ومن جانبي، ـ والكلام للدكتور شعبان ـ قلت للدكتور خير الدين حسيب أن الذي يعمل في المعارضة اليوم ليس كمن كان يعمل في السابق في أحزاب وحركات سريّة، إذْ كان يكفي جهاز رونيو وبضعة أشخاص للإعلان عن حركة سياسية مع برنامج سياسي (أيًا كان)، وكفى الله المؤمنين القتال، (سورة الأحزاب - الآية 25)، وهكذا يكوّنون بالتدرّج شارعًا خاصًا بهم، أمّا اليوم فإن العاملين في السياسة في العراق لديهم الأموال والمسلحين ودعم دولة أجنبية (أمريكا أو إيران)، ومستلزمات أخرى. ونحن لا نملك من ذلك شيئًا سوى أسمائنا، وعلينا المحافظة عليها وعدم التفريط بها. وأن مجرّد الإعلان عن تكتّل بهذا المعنى، فإننا سنستهدف من جميع القوى المستفيدة من الوضع الحالي، ناهيك عن أمريكا وإيران، وكان رأينا أن مركز دراسات الوحدة العربية ممكن أن ينظّم فاعليات وأنشطة تخدم التوجّه المناوئ للاحتلال. وكنت قد توصّلت إلى ذلك قبل فترة ليست بالقصيرة، وقرّرت العمل بصفتي الشخصية الحقوقية اليسارية المستقلة، دون الانخراط في أيّ تجمّع. وقد عبّرت عن رأيي في بعض تحرّكات المعارضة الجديدة، الحديثة العهد بالسياسة، بأنها ستعمل لعشرين سنة أخرى، وستضطر إلى التعاون مع الولايات المتحدة مثلما تعاونت المعارضة السابقة، وهو ما كنّا نعرفه صلاح وأنا، ونأينا بأنفسنا عنه. بمعنى انهما حذرا مسبقاً من تغيير النظام بواسطة الاحتلال لان تبعاته ستكون وخيمة على البلد ، وان التغيير يفترض ان يكون من الداخل بالتعاون مع المعارضة الخارجية.ويضيف شعبان : حين اقترح علينا حسيب حضور بعض الفاعليات التي كان ينظمها، رحّبنا بذلك، لاسيّما المؤتمرات والندوات الفكرية والثقافية، أما اجتماعات المعارضة، التي سعى لتأطيرها فقد اعتذرت عن حضورها، علمًا بأنها لم تصل إلى النتيجة المرجوّة، وقد انتقلت أمراض المعارضة السابقة إلى المعارضة الجديدة، التي كان بعضها أكثر تهافتًا، بحيث كانت عينه الأولى على المعارضة، والثانية على المواقع والإغراءات التي لوّح بها الأمريكان والحكم الجديد. لكن لم يكتف الدكتور شعبان بموقفه المعارض البناء بل اسهم في وضع الخطوط الرئيسة لبناء الدولة او النهوض بها بالشكل الذي يمنع الوقوع بالمحظورات واولها الطائفية حيث يقول : كنا قد اتفقنا صلاح وأنا، وبعد مناقشات مستفيضة، أن الانخراط في مثل هذه المشاريع لا جدوى منه، وهو مضيعة للوقت، وعلينا التركيز على نقد الأوضاع بالوسائل الإعلامية والثقافية والفكرية. وبالفعل فقد شاركنا في الاجتماعات التي دعا إليها المركز مع شخصيات عربية، وكنت مقررًا للجنة عربية لصياغة دستور عراقي، وقمت بإعداد صيغته النهائية، إضافة إلى صياغة قانون للأحزاب وقانون للانتخابات، وصدرت عن المركز بكتاب بعنوان "برنامج لمستقبل العراق بعد انتهاء الاحتلال" ، مجموعة مؤلفين، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2005. كما أعدت صياغة قانون تحريم الطائفية وتعزيز المواطنة في العراق، ثم أعددته ليكون صالحًا عربيًا، وقمت، بصفتي مقررًا، مع لجنة خبراء بصياغة قانون اتحاد فدرالي، لأي بلدين عربيين أو أكثر، ولم يكن لتلك الجهود التي قمنا بها علاقة مباشرة بالعمل السياسي أو بشؤون المعارضة، التي أخذت بعض أطرافها تنتقل من مناوئة الاحتلال إلى التعامل معه، والانخراط في العملية السياسية التي أسسها، وذلك بعد تأسيس مجلس الحكم الانتقالي وتأسيس وزارة عراقية أولى وفقًا له (2003 – 2004)، وهي فترة حكم بول بريمر (أيار / مايو 2003 – حزيران / يونيو 2004)، حيث تم صياغة دستور في (8 آذار / مارس 2004)، وهو الذي وضع مسودة نوح فيلدمان وأدخل عليه بيتر غالبرايت ألغامًا عديدة، وعلى أساسه صيغ الدستور الدائم 2005. |
المشـاهدات 31 تاريخ الإضافـة 17/06/2025 رقم المحتوى 63976 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |