عُمان السلطنة العقلانية التي ، استطاعت ان تلعب دور الكبار ، وتحقق الإنجازات بتوازنها الإقليمي، وسياستها الوازنة ، عُمان مصدر الحب ، ورحم الخير في المنظومة الخليجية.

 هذه الدولة الجميلة المتصالحة مع ذاتها والمتجانسة بشعبها ، والنائية بنفسها عن الحروب في الشرق الأوسط ، الحروب  التي امتدَّت  من أقصاه إلى اقصاه ،حققت مالم تحققه اغلب دول العالم ، فهناك الوئام والسلام  والعيش المشترك بين ابناء شعبها ، معادلة  خلقها المغفور له السلطان قابوس ، وسار على نهجها السلطان هيثم .

عودتنا هذه الدولة على مواقفها الكبيرة وهدؤها الجميل ، وقراراتها الحكيمة المتعقلة .

   منذ زمن بعيد وهي تقدم نفسها كلاعب دبلوماسي على المستوى الإقليمي، وقد حافظت  على علاقات "متوازنة" مع أطراف إقليمية متنافسة، مما هيَّئتها للقيام بأدوار وساطة في ملفات متعددة كالملف النووي الإيراني والحرب في اليمن والأزمة الخليجية ، والمفاوضات الأخيرة  .

 وفي خضم الأزمة في  بين إيران والكيان، فقد  أصدرت بياناً  حصيفاً بعد ضرب ايران لقاعدةً" العديد " الأمريكية ، فقد القت باللائمة على إسرائيل ، واعتبرت ما حصل ويحصل هو جراء الاعتداء على ايران.

فقد أصاب السلطان هيثم في بيانه، حينما  وضع النقاط على الحروف وبكل جرأة وشجاعة. قال : 

"لا يمكن لعلاقة ايران الجيدة مع قطر أن تمنعها من مهاجمة قاعدة العديد الضخمة والنشطة. واحسب أن الدوحة تعي ذلك جيداً ".

 وشخص موقف الدول الاقليمية المحابية بكل وضوح ، وذكر ان الإدانات الصاخبة من دول الخليج ومصر ، فلا تتعدى النفاق في أبشع صوره، خاصة حين يتجاهلون تسمية القاعدة المستهدفة ويستعملون عبارة "الهجوم على قطر"..ثم ان ايران هي التي اسهمت بشكل كبير في كسر الحصار على قطر، حين خنقها التحالف الرباعي  وأرادوا القضاء عليها.

بيان سلطنة عمان فيه الكثير من الذكاء، "سلطنة عمان تعلن تضامنها مع قطر بعد هجوم إيران على قاعدة أمريكية على أراضيها وتحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد الإقليمي".

 هذا هو الموقف الحقيقي ، في الوقت الذي تتضامن  فيه مع قطر الشقيقة  تدين من بدأ المشكلة ، و أوصل الأمور إلى هذا التأزيم .

عمان في كل مرة ثبت انها العقل العربي الراجح في زمن الجنون.