بعد اكثر من 22 عاما على الغزو والاحتلال وعمليته السياسية أصبح واضحا إن الطبقة السياسية التي هي الان في المشهد السياسي كلها قد فشلت فشلا ذريعا وهذا ليس إتهاما بل حقيقة نطق بها عدد من ساسة الصف الاول في أحزاب وكتل سياسية كانت حاضرة وبقوة في المشهد السياسي  وتولت مسؤوليات كبيرة  وخطيرة  كانت فعلا اكبر من مقاسات وقدرة وامكانات تلك الاحزاب التي أتخذت من الطائفية منهجا وسلوكا ومن المحاصصة طريقة لادارة شؤون البلاد والعباد كما قررت ذلك سلطة الاحتلال والحاكم المدني بول بريمر وكان نتاج هذه المحاصصة ما يمر به العراق اليوم من تمزق النسيج الاجتماعي العراقي حيث أصبحت الطائفية اداة بيد السياسيين يؤججونها كلما تطلب الامرذلك.

لقد انعكس فشل السياسيين على أوضاع الوطن الاقتصادية والزراعية والصناعية بل وحتى الصحية والاجتماعية ولست هنا بصدد تعداد الاحصائيات الرسمية  في كل مجال من مجالات حياة الناس فهي كثيرة ومرعبة .

واليوم نرى أن حقوق العراق تهتضم سواء في السيادة  الوطنية او في  حصة العراق المائية في نهري دجلة والفرات وما تقوم به تركيا بتعمد من الاضرار بالمصالح الوطنية العراقية من خلال الامعان في إقامة الخزانات والسدود وبما يعرف بمشروع الغاب الذي أثر كثيرا على الاطلاقات المائية وبذلك زاد من إنحسار الرقعة الزراعية وزيادة نسبة التصحر في العراق وأمتداد  اللسان  الملحي من الخليج العربي الى شمال البصرة مما دعى محافظها للقيام بزيارة الى تركيا لمناقشة الموضوع مع المسؤولين الاتراك في حين كان المفترض إن هذه مسؤولية وزارات الخارجية والموارد المائية والزراعة بل رئيس مجلس الوزراء شخصيا ولان سياسيي اليوم تعودوا على المناكفات  والمشاحنات الطائفية والاشتباك بالايدي  في مجلس النواب وهذا ما حدث في جلسة أول أمس الثلاثاء  عند مناقشة تسمية رئيس مجلس الخدمة الاتحادية فهم أختلفوا على هوية المنصب الطائفية ولم يختلفوا على كفاءته وخبرته ومدى صلاحيته او تحصيله العلمي وتم رفع الجلسة بدعوى عدم أكتمال النصاب.

اليست هذه هي الحقيقة  المرة التي بات يعرفها القاصي والداني من أبناء الشعب بأن المحاصصة السياسية والطائفية هي سبب خراب البلد وجعلت الصغار يتطاولون على حقوق العراق وسيادته؟

فمتى يتخلص الشعب من المحاصصة وامراضها؟