
![]() |
شدراك يوسف... صوت الكرة العراقية الذي لن يُنسى |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
نصير الزيدي
لم يكن شدراك يوسف مجرد لاعب سابق أو معلق رياضي مخضرم، بل كان "أرشيفًا حيًا" لكرة القدم العراقية، وصوتًا ارتبط بذكريات جيلٍ كاملٍ من محبّي المستديرة.
مع رحيله، صباح الثلاثاء الخامس من آب، فقدت الساحة الرياضية العراقية أحد أعمدتها التاريخية؛ قامة جمعت بين الأداء فوق العشب الأخضر، والتحليل الدقيق خلف الميكروفون، والإدارة الحكيمة خلف كواليس الإعلام الرياضي.
شدراك الذي وُلد في الحبانية عام 1942، شق طريقه بين الملاعب المحلية حتى بلغ قمة تمثيل المنتخب الوطني، مشاركًا في بطولات عربية وآسيوية، رافعًا راية العراق ومساهمًا في مجده الكروي. لكنّ ما ميّزه حقًا لم يكن فقط ما قدّمه كلاعب، بل تلك المرحلة التالية من عمره: حيث أصبح "ضمير التعليق العراقي".
من خلال شاشة التلفزيون، بصوته الواثق، وأسلوبه الهادئ، كان شدراك يوسف يروي المباريات كما لو أنه يكتب فصلاً جديدًا من تاريخ اللعبة. لم يكن مجرد معلق، بل معلّم، ناقد، ومؤرخ يعرف اللاعبين، أهدافهم، أرقامهم، وحتى خطواتهم القادمة. امتلك من الذاكرة والرصانة ما جعل المستمع لا يمل، بل يتعلّم.
حتى حين اشتد عليه المرض، ظل وفياً لحلمه ورسالته. رفض مغادرة العراق رغم صعوبة العلاج، متمسكًا بأرضه، شأنه شأن الكبار الذين يغادرون بهدوء، تاركين أثراً لا يُمحى.
شدراك يوسف لم يكن نجمًا عابرًا، بل مؤسسة قائمة بذاتها. رحيله خسارة فادحة، ليس فقط للكرة العراقية، بل للذاكرة الجماعية لكل من أحب اللعبة وتعلّق بتفاصيلها.
وداعًا شدراك... لقد كنت الصوت والروح، وستظل في الذاكرة صوتًا لا يخفت. |
المشـاهدات 17 تاريخ الإضافـة 09/08/2025 رقم المحتوى 65574 |