بدأت أزمة الكهرباء الجديدة القديمة تلوح في افق مطلع الصيف المقبل ، بعد ان كنا نتبشر خيرا بان الصيف المقبل سيكون افضل من سابقاته ولو بقليل وفق ما تصرح به وزارة الكهرباء التي اعتقدنا انها ستكون مختلفة عن سابقاتها.

ومع رفع حظر التجوال الجزئي وعودة عمل المؤسسات العامة والخاصة وما رافق ذلك من عمليات تخريب تم اصلاحها ، وعطل في هذه المحطة وتوقف في تلك بسبب شح الوقود المستورد من ايران على مدار الـ 17 سنة الماضية (وما يزال) اضافة الى الطاقة الكهربائية المستوردة من ايران ايضاً ، عادت ازمة الكهرباء وعادت الحاجة الى المولدات الاهلية وكأن شيئا لم يكن؟!.

وبحسب خبراء في الاقتصاد والطاقة فقد انفق على قطاع تأهيل الكهرباء واضافة وحدات ونصب محطات جديدة ما تجاوز نصف ترليون دولار امريكي ، يعني 500 مليار دولار فقط على اضافة الوحدات ونصب المحطات ، حيث ان المؤشرات القادمة تؤكد ان حليب بقرة وزارة الكهرباء ما يزال منهمراً ، ومن جانبين ، الاول : مشكلة توليد الطاقة حيث ماتزال بحاجة الى عشرات مليارات الدولارات لسد حاجة البلد ، وكلما وصلت الى الحد الذي يعلن عنه (حاجتنا 15 الف ميكا واط) بعد كم عام وصلنا الى انتاج ذلك ، ويأتي التصريح المهلهل الجديد (ارتفعت حاجتنا الى 18 الف ميكا واط بسبب زيادة استهلاك المواطنين) وبعد كم سنة نصل الى انتاج تلك الكمية ، ويأتي التصريح (حاجتنا ارتفعت الى 22 الف ميكا واط لزيادة الاستهلاك) .... وهكذا دواليك ، ولن نصل الى نتيجة.

 واذا افترضنا ان الناصر لدين الله في العصر الجديد انتفض واوقف الفساد الناتج عن الانتاج والحاجة الفعلية ووقف على العلّة ، فسيبدأ مسلسل الفساد الجديد بجزءه الثاني كما المسلسلات المدبلجة التي انزلت ثقافة المجتمع (جزء كبير منه) الى الحضيض ، تحت عنوان تداعي وترهل شبكات التوزيع وتحويل المنظومة من سلكية ظاهرية الى (دفن) تحت الارض ، وما يرافق ذلك من (ارزاق جديدة) بسبب ضرب مشاريع بنى تحتية (هرئة) تابعة لوزارات اخرى وهلمجرا.

وكما تعلم قارئي العزيز ان الوزارة حصة للجماعة (ص) وهي (سبوبة) لتدبير مصاريف الانتخابات و(مساعدة ذوي القربى والفقراء واليتامى وابن السبيل) وبناء كم فلة وعمارة والصرف الباذخ لتعويض الحرمان الذي اصاب القادة المناضلين في سنوات الضياع والفاقة جراء قيادة العمل الكفاحي الوطني في دول الغرب لمناصرة قضية (اقامة دولة موحدة ذات رسالة خالدة) هي اسرائيل ، وليس فلسطين.

وكما ذكرنا جماعة (ص) لابد من معرفة فوائد جماعة (س) ، فهذه الجماعة وتلك متفقتان على تبادل المنفعة وسلخ جلد الوطن والمواطن ، باسم الوطن والمواطن ، فان استيراد الوقود والطاقة الكهربائية ، والمولدات العملاقة والمتوسطة والصغيرة وادواتها الاحتياطية ، لا يتم بشكل عبثي وليس لكل من هب ودب ان يدخل بهذه التجارة التي تدر عشرات المليارات ايضا (دولارا ام دينارا) ، وربما يسمح لبعض التجار الصغار جدا الدخول في هذا السوق للتمويه عن التجار الكبار وتشتيت تفردهم بهذا (الرزق) الحلال!!.

فهل يتجرأ السادة المستشارون على تقديم المقترحات الى السادة القادة العظام ، لوقف هذا الهدر الملياري ، وهل يتجرأ ممثلو (الشعب) ويكشفون المستور بالوثائق والمستندات ام ان اغلبهم تحولوا الى (دمى ـ قراطية) وفروخ (تأكل وتوصوص) كما يقول المثل الشعبي.

يا سراق الخير! ، ان غضب الجماهير توقد ، ومن سلم بالأمس لن يسلم بالغد ، فأتقوا الله بالناس ، وقد جعل الله لكم العظة والموعظة أفلا تتعظون ، فكم من قبلكم انتهى بالخزي والعار كانوا اشد منكم بطشاً لكنكم اشد منهم دهاء وفساد!.

اتركوا ارزاق الناس الحلال واعطوهم بصيص امل يعيشون من اجله ولا تقتربوا لقوت اسرهم ، افلا يكيفيكم ما انتم عليه والشعب مايزال صابرا.