الإثنين 2025/9/1 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 38.95 مئويـة
نيوز بار
الحساني وموجة تغيير الخطاب
الحساني وموجة تغيير الخطاب
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

تصريح الممثل الدائم للأمم المتحدة في العراق السفير محمد الحساني بما يشكله من تناقض عما صرح به قبل أشهر من الوضع في العراق ، يمثل متغيراً غير متوقع فبعد أن قال ان الأمور طيبة وأن الحكومة العراقية خطت خطوات كبيرة في محاربة الفساد يأتي الآن لينسف تصريحه السابق ويصف المرحلة التي وصل لها الفساد في العراق إلى مرحلة خطيرة .

تغيير الخطاب الذي تضمن تحذيراً من تفشي الفساد وعدم محاسبة الفاسدين مع خشية واضحة مما اسماه بالعناد السياسي ووصفه بالخطير جدا ، وهو ما جاء بحديث الحساني وعلى الرغم من أنه لم يكشف جديداً بتصريحه هذا لأن جميع العراقيين ومن هو مطّلع على الوضع العراقي يعرف جيداً إعصار الفساد الذي يضرب مفاصل الدولة العراقية وإن كل الأجهزة والمؤسسات المعنية بمكافحته باتت عاجزة عن احتواء تداعياته وإن بذلت وتبذل جهوداً كبيرة لكن حجم المشكلة أكبر بكثير من قدراتها لذلك يبدو ما تقوم به غير كافٍ لمواجهة هذه الآفة.

أما بالعودة إلى تغيير نبرة الخطاب لدى ممثل الامم المتحدة فهو واحد من أمرين أما إنه كان في المرة الاولى مضللاً وتسرع في تصريحه وعاد الآن بعد أن أدرك الحقائق ليدلي بتصريحات مغايرة وهذا يشكل موقع انتقاد لموظف أممي كان عليه أن يحرص على كل معلومة يدلي بها، وأما أن الحساني كان منذ البدء يعرف حجم ما تعانيه الدولة العراقية من آفة الفساد ولكنه أراد أن يعكس صورة وردية ويشيع التفاؤل على أمل أن يساهم ذلك في تحفيز المؤسسات الرقابية ويعطي انطباعات أكبر مما قامت به ممثلية الامم المتحدة في العراق والتي انفقت اموالاً ومولت مشاريع تصب في مكافحة الفساد إلا أن جميع الدلائل تشير إلى أن النتائج لم تأتِ بالمستوى المطلوب.

لقد ابتلى العراقي بمن تعاقبوا على إدارة ممثلية الأمم المتحدة ، ولم تخلُ اداراتهم من شبهات لاحقتهم وهم على رأس مسؤوليتهم وكانت آخرها بالاستخارت التي كانت تمثل مجموعة تناقضات واسهمت في تأزيم الوضع  العراقي ونقل كل ما هو متناقض في تقاريرها الدورية ، ونتمنى أن لا يكون السفير الحساني على شاكلة من سبقه وان يزن تصريحاته بمیزان دقیق لكي لا يزيد من جراحاتنا ..

باسم الشيخ

المشـاهدات 33   تاريخ الإضافـة 31/08/2025   رقم المحتوى 66162
أضف تقييـم