لم يكن نادي الجيش يومًا فريقًا عابرًا في ذاكرة الكرة العراقية. هو اسمٌ ارتبط بالقوة والانضباط وصناعة الأبطال، وترك بصمة واضحة في بطولات الأمس. لكن ما نراه اليوم يثير الحيرة: أين ذهب ذلك المجد؟ وكيف تحول العملاق العسكري إلى مجرد ذكرى يتداولها القدامى؟

الجيش غاب عن الأضواء ليس لغياب المواهب أو قلة الإمكانات، بل نتيجة الإهمال الإداري وغياب الرؤية المؤسسية. مؤسسة بحجم الجيش قادرة على صنع فريق ينافس على كل البطولات، لكنها تركت النادي يتراجع عامًا بعد آخر حتى انزوى خارج دائرة المنافسة، وكأن هناك قرارًا غير معلن بإنهاء تاريخه الكروي.النادي الذي خرج عشرات اللاعبين والحقهم بالمنتخبات الوطنية وكان يعتبر اولمبيه مصغره وتتجه أعين غالبية مدربي المنتخبات الوطنية عليه. أصبح الآن بعيد عن الأعين والالسن .

من المؤلم أن نرى أندية حديثة الولادة تحجز مكانها في الصفوف الأولى، بينما نادي الجيش، بكل تاريخه ورمزيته، يعيش في الظل بلا هوية واضحة ولا طموح. أين الدعم؟ أين الإدارة التي تفهم قيمة هذا الكيان؟ أليس من العيب أن يتحول نادٍ بهذا الإرث إلى مجرد خبر قديم في دفاتر الرياضة العراقية؟

إن عودة الجيش ليست ترفًا، بل ضرورة لإعادة التوازن للمشهد الكروي. لكن العودة لن تتحقق بالشعارات ولا بالذكريات، بل بجرأة في اتخاذ القرار، بميزانية حقيقية، وبإدارة تؤمن أن النادي مؤسسة يجب أن تُعاد للحياة لا أن تُترك للموت البطيء.

 التاريخ لا يرحم، وإذا استمر هذا الغياب، فسيبقى نادي الجيش إرثًا يتباكى عليه الجميع، من دون أن يجد من يعيده إلى الحياة.