نظمت إحدى الجهات التي لم يعلن عنها للآن ورشة أو لقاء أو جلسة حوارية على القاعة الرئيسية في فندق الرشيد للاحتفال بما يسمّى يوم الديمقراطية ، وهي مناسبة لا يبدو أنها معروفة كثيراً للعراقيين كما لم تعرف الأسس التي اعتمدت لهذه المناسبة أو كيف تم الترتيب لها ولصالح من؟

ديمقراطية رسميّة المكاتب والمناصب الرفيعة التي تم الاحتفال بها في الفندق الفخم والتي أشبعها المشاركون جلداً وتقليباً واتسم حضورها بالرسمي حتى بدا هذا الاحتفال باهتاً وبلا طعم ولا لون ولا رائحة ، لأنه بقي أسير قاعة الفعالية ، وكأن الديمقراطية حكراً على أصحاب المناقب والسيادة ونخبهم التي تفهمها ، فيما يدرك الشارع العراقي أن الديمقراطية التي يفهمها المحتفلون هي تلك العملية المعنية بالانتخابات حصراً وهذا تسفيه للمعاني السامية والنبيلة التي ينطلق منها النهج الديمقراطي القويم ، والذي يعتمد بالاساس على التمكين الديمقراطي الذي يعني الإحاطة التامة وتوفير المستلزمات المطلوبة لتحقيق أي ديمقراطية واهمها منظومة التشريعات التي تؤمّن حرية التعبير والرأي مع ضمان الحريات المدنية وتتقدمها عملية التشذيب لمجموعة القوانين النافذة التي كانت وما زالت لا تتوافق مع ما هو مزعوم من ديمقراطية لا تتوفر فيها المقومات التي تجعل المواطن مطمئناً لها ، حيث لا تتوافق أسس الديمقراطية مع وجود سلاح خارج إطار الدولة لدى مجموعات ضغط متعددة يمكن أن تهدّد الحريات وتفرض إرادتها بعيداً عن سياق القانون ، فيما يغيب مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة ومنع استغلال قوى وأحزاب بعينها لموارد الدولة لترجيح كفتها على القوى المدنية المستضعفة ، يضاف إليها ضعف حراك منظمات المجتمع المدني التي بات أغلبها من أذرع الأحزاب والكيانات السياسية وهو ما يتعارض مع مبادئ التأسيس.

يوم الديمقراطية الرسميّة الذي شهده فندق الرشيد لا علاقة له بديمقراطيتنا التي يفترض أن تكون شعبية تتماشى مع الحاجات الماسة للمجتمع الذي يرى فيما يسمّونه ديمقراطية حالة انفلات يساهم  بها طرفان هما الدولة ومؤسساتها بسماحها لجهات خارج إطارها بالعمل على قمع الآخرين وهو ما يؤكد إفلات المئات من قتلة الناشطين وأصحاب الرأي من العقاب والمجتمع الذي يفهم الديمقراطية بشكل مختلف أو غير ناضج وهي معادلة لا أعتقد أن المجتمعين في اليوم المزعوم أدركوا خطورتها أو أجابوا على تساؤلاتها ذات النهايات السائبة.

باسم الشيخ