
![]() |
التأثير الدعائي الواهم |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
أطلقت مفوضية الانتخابات في غير توقيتها الحملات الدعائية للمرشحين للانتخابات العامة 2025 وبدأت معها زيادة الضخ الإعلامي على وسائل التواصل الإجتماعي وعلى الوسائل المرئية والمسموعة وبقدر أقل المطبوعة منها.
و يأمل أغلب المرشحين أن تجتذب هذه الوسائل الدعائية والإعلانية جمهوراً أكبر من الناخبين، في اعتقاد واهم أن هذه الحملات ستسهم في تحديد وجهة الناخب وخياراته، وهذا في أصله بعيد عن القراءة الواقعية للمشهد الانتخابي وما تتحكم به من عوامل أهم تأثيراً، تتعلق بمجموعات الضغط والمؤسسات التي يتغلب شعور الناخب لها بالولاء على ما سواه من الولاءات فالدين والمذهب والعشيرة والمنطقة الجغرافية والايدلوجيا جميعها مؤثرات قوية لها سطوة واضحة على خيارات الناخب واهتماماته ، يقابلها في الجانب الآخر والذي أصبح ذا أرجحية على تلك الولاءات هي عوامل المصالح والمنفعة حيث ترى شريحة من الناخبين أن ما تحصل عليه من مكتسبات مادية أو معنوية سريعة هي الأكثر ضمانة، حيث تتبخر جميع الوعود الواسعة بمجرد إغلاق صناديق الاقتراع وإعلان النتائج النهائية ، ليصبح الحديث عن الشعارات التي سبقت الانتخابات نوعاً من أنواع الترف الكاذب الذي لا يترك خلفه غير حسرة الناخبين وندمهم جرّاء شعورهم بالخداع والاستغلال ، وهذه الشريحة فيها من يرتضي بيع بطاقته الانتخابية ويضحك في سره على أصحاب شعار (صوتك شرفك) لأنه على قناعة أن هذا الصوت الشرف لن يعيره الفائزون اهتماماً أو احتراماً ، وفي هذه الشريحة أيضاً من يرى الوعد بالحصول على وظيفة هو أعلى درجات الشعور بالوطنية لأنها تؤمن له مصدراً دائمياً للدخل، فيما يجد آخرون أن تبليط شارع أو نصب محولة كهرباء أو إتمام معاملة تقاعدية أو المساعدة في نقل موظف هي أكثر نفعاً وجدوى من معسول الكلام الذي يستهلكه المرشحون ..
جميع العوامل المصلحية والانتفاعية في الغالب هي التي تتحكم في حشد الناخبين خارج دائرة مجموعات الضغط التي تتباين من جهة إلى أخرى ، والمرشحون الأذكياء من أصحاب الأموال هم الذين يعرفون وحدهم أن ما ينفقونه من أرصدة سيتحوّل إلى أصوات تصبّ في صناديق الاقتراعات ويدركون جيداً أنه على قدر البذل والإنفاق على المريدين والمقرّبين سيعود بالنتيجة تفوّقاً على سواهم ممن لا يدركون سر لعبة الديمقراطية الكسيحة في العراق.
|
المشـاهدات 90 تاريخ الإضافـة 04/10/2025 رقم المحتوى 67002 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |