السبت 2025/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
نيوز بار
“لجنة الدراما… حين يُشترى الإبداع بفلسين؟!!
“لجنة الدراما… حين يُشترى الإبداع بفلسين؟!!
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

شوقي كريم حسن

 

حمل لحميده بفلسين!!

 مثل شعبي يلخص، بمرارة موجعة، حال لجنة دعم الدراما التي خُيّل إلينا أنها ستفتح أبواب النور أمام الدراما العراقية الميتة سريرياً. فإذا بها تفتح سوقاً للصفقات ومزاداً للرخص الفني والإداري، حيث يُوزَّع الدعم لا على أساس النصوص، بل على أساس المحاباة والعلاقات.منذ تشكيلها، لم نرَ لهذه اللجنة مشروعاً واضحاً، ولا خطة إنتاج متكاملة، ولا حتى معياراً معلناً لاختيار النصوص. ومع ذلك، راحت تُعلن أسماء أعمال “فائزة” أو “مدعومة”، وكأنها تُنزل قراراتها من جبل مقدس لا يُسأل عن منطقه.

لكنّ الفضيحة الحقيقية تكمن في أن أعضاء اللجنة لم يكن بينهم سيناريست واحد. لا من كتب مشهداً، ولا من اشتغل على بناء درامي، ولا حتى من يعرف كيف يتحرك الضوء في الكادر! فكيف تُفحص النصوص؟ ومن يقرر مصيرها؟ هل تُترك مصائر الكتاب والمخرجين والممثلين بيد موظفين إداريين يجهلون أبسط أبجديات الصناعة الدرامية؟

النصوص التي وصلت اللجنة لم تُقرأ كما يجب، بعضها أُهمل بلا سبب، وبعضها الآخر قُدِّر له الفوز قبل أن يُكتب! هناك تكليفات خاصة وزبائنية معلنة، وكأن اللجنة تشتري الولاء الثقافي بدلاً من أن تدعم الفن الحقيقي.ثم تأتي شركات الإنتاج لتكمل المسرحية السوداء. شركات بلا رصيد ولا أعمال، حصلت على التمويل فقط لأنها “قريبة من اللجنة”، ثم سلّمت العقود لشركات مصرية بالباطن! وهنا لا نتحدث عن تعاون فني، بل عن تهريب أموال علني تحت غطاء الدراما العراقية. أموال الدعم التي كان يُفترض أن تُشغّل الممثل والمصور والكاتب العراقي، ذهبت إلى حسابات في الخارج، مقابل مسلسلات مشوّهة الهوية، تُباع لاحقاً باسم “الدراما الوطنية”!

ما جرى ليس سوء إدارة فحسب، بل إهانة كاملة للفن العراقي. إهانة للكاتب الذي يُطلب منه أن يبيع فكرته بفلسين، وللممثل الذي ينتظر موسماً لا يأتي، وللمخرج الذي يواجه واقعاً بلا رؤية ولا عدالة.

أين النقابة؟ أين وزارة الثقافة؟ أين الهيئة الوطنية للإعلام؟ من يحاسب لجنة حوّلت الدعم إلى ختم مطاطي يُمنح حسب المزاج، وحسب من يعرف من؟

الدراما العراقية اليوم ليست بحاجة إلى دعمٍ من هذا النوع، بل إلى تطهير شامل يبدأ من الرأس. لجنة كهذه لا تُصلح ولا تُبنى عليها ثقة. لأنها ببساطة لا تؤمن بالدراما، بل تؤمن بمنصّات الترضية ودفاتر الصفقات.

لقد آن الأوان لأن نقولها بصوت عالٍ:

إن لم يكن في اللجنة كاتب درامي واحد، فإنها ليست لجنة دراما، بل لجنة دفن الدراما!

ما يحدث ليس خطأً عابراً ولا سهو إدارة. إنه تخريب منظّم لواحدة من أنبل الصناعات الثقافية في العراق. لجنة لا تعرف الكتابة ولا تحترم النص، تعامل الدراما كما يتعامل السمسار مع قطعة أرض مهجورة، تُباع وتُشترى على الورق، فيما روح الفن تُدفن بصمت.الدعم لا يُمنح للمحسوبين، بل يُنتزع بالجدارة. لكن حين تتحوّل اللجنة إلى مقهى للترضيات ودفتر حضور للمقرّبين، فكل حديث عن النهوض يصبح مهزلة.

نحن لا نطلب المستحيل — نطلب فقط أن تكون الدراما للعراقيين، تُكتب بأقلامهم وتُنتج بعرقهم، لا تُهرَّب أموالها ولا تُغتصب أفكارها.

إن لم تُفتح هذه الملفات، وإن لم تُراجع أسماء من باعوا الفن بثمن بخس، فليُكتب على بوابة اللجنة:

“هنا دُفنت الدراما العراقية… على يد من زعموا دعمها…!!

المشـاهدات 16   تاريخ الإضافـة 18/10/2025   رقم المحتوى 67432
أضف تقييـم