أكثر من عقدين من الزمن عملت فيها في اتحاد كرة القدم ترأس خلالها المكتب التنفيذي عدة رؤوساء تباينت قدراتهم و صلاحياتهم و قربهم من رأس السلطة ومع كل هذا التباين فلقد كان الاتحاد العراقي رقماً صعباً  ومؤثراً ضمن أسرة الاتحاد الاسيوي ….أذكر في نهاية ثمانينيات القرن الماضي عندما كان الاستاذ كريم الملا رئيساً للاتحاد وكنت أشغل حينذاك منصب نائب رئيس الاتحاد أن قام السيد داتو حمزه رئيس الاتحاد الاسيوي في ذلك الوقت يرافقه السيد بيتر فيليبان امين عام الاتحاد الاسيوي بزياره للعراق لهدفٍ واحد هو ضمان صوت العراق في الانتخابات الاسيويه هذا مثال وعلى عجاله يؤكد حجم وثقل وتاثير الاتحاد العراقي انذاك …ومما يؤكد هذه الحقيقة ان العديد من الكوادر العراقيه شغلت مناصب مؤثره سواءاً في المكتب التنفيذي أو اللجان المهمه في الاتحاد الاسيوي وللتأريخ نذكر بعضاً من رموزنا الكرويه التي شغلت مناصب في الاتحاد الاسيوي ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الاخ اللواء هشام عطا عجاج والاخ الدكتور عبد القادر زينل والمرحوم الاستاذ مؤيد البدري و الاخ حسين سعيد و دشامل كامل والاخ عبد الخالق مسعود والاخ ناجح حمود وأخرين …واليوم وإن شغلنا بعض المناصب في الاتحاد الاسيوي التي تكاد تكون شرفيه لا تأثير لها فهذا يعني بالضروره أن ماكان للعراق من ثقلٍ وتأثير قد تقلص كثيراً بل يكادُ أن يضمحل و الادلة على ذلك كثيره ساتطرق هنا الى بعضٍ منها وهي القشه التي قسمت ظهر البعير ….. أول الادله التي توضح عدم وجود تأثير لاتحادنا على الاتحاد الاسيوي رغم الأحقيه التي لا لبس فيها للعراق هي اقامة مباراة مهمه وقد أضحت فاصله بين العراق وفلسطين في عمان !!! والجميع يعلم ان فلسطين والاردن والعراق في مجموعه واحده فلماذا لم يعترض اتحادنا على ذلك ويطلب اللعب في ارضٍ محايده كما فعل الاخرون ؟؟ خسرنا المباراة التي جرت في ملعب كان غاصاً بالجمهور الفلسطيني حيث نعلم جميعاً عدد الفلسطينيين الذين يسكنون الاردن ناهيك عن ما قام به بعض الجمهور  خلال وبعد المباراه …وهذا أول مسمار دُق في نعش التصفيات المؤهله لكأس العالم .. وهاكم الدليل الاخر على ضعف اتحادنا امام الاتحاد الاسيوي مقابل قوّة الاتحادات الاخرى التي استطاعت أن ( أتحود النار الگرصتها) بأن تنتزع الموافقات باللعب على ارضها رغم انها طرفاً في المنافسه على بطاقة التأهل لكأس العالم متسلحه بعاملي الارض والجمهور !!! فماذا كانت النتيجه ؟؟ الذي حصل هو ما توقعه الجميع بحصول صاحبي الارض والجمهور على بطاقتي التأهل الى نهائيات كاس العام وكانت محصلتنا الالم والدموع لجماهيرنا سواءاً من تحملوا ماترتب عليهم من تكاليف ومشقه  للسفر أو من تابع المباراة من شاشات التلفزيون و كذلك ( وكالعاده) أن نقل البعض ( كما قيل) الى المستشفى في جده بعد تعرضهم الى وعكه صحيه بسبب نتيجة المباراة !!!!!

نحن من أوصلنا منتخبنا الى هذا الطريق الوعر والشائك وأقصد هنا (بنحن) اصحاب الشان المسؤولين عن الكرة العراقيه والذي صرح بعضهم بأن الوصول الى كأس العالم (برگبتي)ً و أن موعد 14 تشرين هو التأريخ الذي سيصل فيه العراق الى نهائيات كاس العالم للمرّة الثانيه !! صعدت السعوديه ونقول لها مبروك لانها استحقت ذلك وسننتظر قطار الملحق الاخير عسى أن نلحق بأحدى عرباته تجسيداً لتصريح مدرب منتخبنا بعد المباراة حين قال لازال طريق التصفيات قائم حيث ان الشهر القادم سيشهد اولى مباريات الملحق الاخير امام الامارات ….

نحتاج الى وقفه جاده ومؤتمر موسع يتم فيه مناقشة واقع الكره العراقيه ووضع الحلول للنهوض بها أضافة الى ابعاد كل من تسبب في الحال الذي وصلت اليه … لازال في القوس منزع  وهناك الكثير من الكوادر التي تستطيع ان تعمل لتحقيق هذا الهدف .. …