مَن ينتج الشعر العقل أم القلب؟!!العرب تمزج ما بين العقل والقلب , والمقصود بالقلب المشاعر والأحاسيس والعواطف ومفرداتها.الإنسان بعقله وما ينضح منه على أنه إبداع . ناجم عن آلية عقلية تفاعلت فأنتجت حالة ما , أو صورة تحمل فكرة تحركت بنشاط في فضاءات العقل , وإجتهدت في التعبير عن ذاتها وهويتها بصيغة ما تتسم بالإبداع , والتفرد والأصالة بعيدا عما هو كائن , أي فيها كيان يميزها , ويشير إليها , وهذا شأن أية ولادة حية.فالأفكار تلد ذاتها , وهي بحاجة لرحم يحتضنها , ورحم الأفكار العقل , والعقل لا بد له من دماغ لكي يكون موجودا , فلا عقل بلا دماغ.فالشعر بحاجة لدماغ , له عقل يتناسب وقدرته ونضجه , فلكل دماغ حجمه , وتواصلاته العُصيبية التي تميزه عن غيره من الأدمغة , , ولهذا فأن العقول لا تتطابق , لأن الأدمغة مختلفة كإختلاف بصمات الأصابع , ولكل دماغ عقله الذي يتوافق معه.وعليه فأن ما ينتجه العقل يختلف عن العقل الآخر , وفقا للبصمات العُصيبية التي تميزه , ولذلك يكون الشعر منفردا , فالشعر لا يتطابق مع غيره.فالشعر متنوع كأي إبداع , وقد تتواشج أحيانا بعض الأفكار مع بعضها , فيبدو وكأن هذا الشاعر قد إستنسخ من غيره , بينما هي الظروف الذاتية والموضوعية  ربما تشابهت لدرجة ما , فأنتجت ذات الإستجابة الإبداعية.وعندما نتحدث عن الشاعر والأحاسيس والعقل في الشعر , أو أي إبداع آخر , فالقول المميز لها لا يقترب من الحالة بصدق ووضوح , فالإبداع أيا كان , أفياض متنوعة من الممارسات العقلية والذهنية والنفسية والفكرية والروحية والحسية , فلحظات الإبداع أو أوقاته الإشراقية تستحضر جميع الطاقات الكامنة في الشخص , وتفاعلها مع واقعه الذاتي والموضوعي , فيتكون النسيج بخيوط لا تشابهها خيوط.ومن هنا فأن الإبداع سلوك معقد مركب , ذاتي المنطلقات ومطلق التوجهات , وفيه يتلاقح المبدعون , ويتفاعلون بإرادات متجددة , وعندما يحتمع أكثر من عقل مبدع , إزاء حالة ما , فالنتائج المترتبة عن ذلك التفاعل , ستكون ذات طاقات فكرية وإبتكارية فائقة التميُّز والإبهار!! فمَن يكتب مَن؟!!