عواد علي

اختتمت في المسرح الوطني في بغداد، نهاية الأسبوع الفائت، فعاليات مهرجان بغداد الدولي السادس للمسرح (دورة الفنان ميمون الخالدي)، الذي نظمته دائرة السينما والمسرح العراقية، بالتعاون مع نقابة الفنانين العراقيين، خلال المدة (10 ـ 16) أكتوبر/ تشرين الأول، تحت شعار "معًا نحتفي بالمسرح... معًا نُحيي بغداد".تضمن حفل الختام أوبريت "حلوة بغداد"، من تأليف وتصميم وإخراج الفنان ضياء الدين سامي، بمشاركة 52 راقصةً وراقصًا، وأربعة ممثلين، هم الفنانون: جواد الشكرجي، ويحيى إبراهيم، ونبأ وبيداء رشيد. يدور الأوبريت حول الغزو المغولي، عندما اجتاح جيش هولاكو بغداد، الحاضرة العامرة بالقصور المنيفة والمكتبات المكتظة بمخطوطات العلم العربي والأندلسي واليوناني والهندي والفارسي، وألقاها الغزاة في دجلة فتحول لون الماء إلى أزرقَ.قُدمت العروض المشاركة في المسرح الوطني، ومسرح المنصور، ومسرح الرشيد، وترأس المهرجان الدكتور جبار جودي، مدير عام الدائرة، ونقيب الفنانين العراقيين، وأداره المخرج حاتم عودة. تكونت لجنة التحكيم من الفنانين: جواد الأسدي (العراق) رئيسًا، وعضوية: ناصر عبد المنعم (مصر)، وعواطف نعيم (العراق)، وخالد بوزيد (تونس)، وبلقي أمين (تركيا)، وحبيب غلوم (الإمارات)، وعلي عليان (الأردن)، ومنحت جوائز المهرجان على النحو الآتي:

ــ جائزة أفضل تأليف مسرحي لعلاء قحطان عن مسرحية "طلاق مقدس"/ العراق.

ــ جائزة أفضل ممثلة للفنانة جاتا عبدي عن مسرحية "جسيمات الفوضى"/ إيران.

ــ جائزة أفضل ممثل للفنان حمودة بن حسين عن مسرحية "جاكراندا"/ تونس.

ــ جائزة أفضل سينوغرافيا لمسرحية "مأتم السيد الوالد"/ العراق.

ــ جائزة أفضل مخرج مسرحي لمهند هادي عن مسرحية "مأتم السيد الوالد"/ العراق.

ــ جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسرحية "حديقة الهيسبيريديس"/ إسبانيا.

ــ جائزة أفضل أداء جماعي لمسرحية "جسيمات الفوضى"/ إيران.

ــ جائزة أفضل عرض لمسرحية "رقصة النسيج"/ الهند.

وقد تضمن برنامج المهرجان 7 عروض أجنبية: "خلف أقدام الرب" (ألمانيا)، و"رقصة النسيج" (الهند)، و"جسيمات الفوضى" (إيران)، و"الرجل في الخارج" (أوكرانيا)، و"الصمت" (بولندا)، و"حديقة الهيسبيريديس" (إسبانيا)، و"طابق فارغ" (إيطاليا)، و6 عروض عربية: "ريش" (فلسطين)، و"جاكراندا" (تونس)، و"عرج السواحل" (الإمارات)، و"غصة عبور" (الكويت)، و"اتنين بالليل" (لبنان)، و"نشرب إذن" (المغرب). ومن العراق أربعة عروض: "نحن من وجهة نظر قط"، و"طلاق مقدس"، و"مأتم السيد الوالد"، و"المربع الأول" (عرض شرفي خارج المسابقة).

الفعاليات المصاحبة

واحتضن المهرجان جملة من الفعاليات الموازية التي تعزز من دوره الثقافي والفكري: ورش تدريبية في التمثيل والارتجال، وندوات نقدية يومية بمشاركة نقاد ومختصّين من العراق والدول العربية، وجلسات حوارية مع مخرجين كبار، مثل التونسي الفاضل الجعايبي، وتوقيع إصدارات مسرحية عراقية جديدة دعمًا للكتاب المسرحي والإبداع المحلي.

رقصة النسيج

المسرحية الهندية "رقصة النسيج"، الفائزة بجائزة أفضل عرض، من تأليف اشوين جورج، وإخراج وتصميم الرقص ريما كالينجال، وتقديم شركة رقص ماما نغم، مستوحاة من خسارة مخزون الأقمشة، وسبل العيش التي واجهها مجتمع النساجين بعد الفيضانات المدمرة في ولاية كيرالا عام 2018، وهي مبنية على قصيدة للنساجين في تشيندامانجالام، وقد شكّل القماش جوهر العرض، ذلك الإكسسوار الذي يرافق الإنسان من المهد إلى اللحد، ويحتضن كل شيء، ويظلل الحياة نفسها. وثمة الإلهة "نيث" التي تُعبد كإلهة جنائزية. ويُقال إنها كانت حاضرة عند خلق العالم، حتى إن بعضهم أطلق عليها اسم والدة رع، إله الشمس الذي خلق كل شيء آخر. وتضمن العرض ثمانية راقصين يعرضون رحلة قطعة من القماش، ويتتبعون تحولها من الخيط إلى القماش، بالتزامن مع لقطات فيديو صوّرها المصور أجاي مينون من ورش عمل النساجين. استُخدمت آلات النسيج في العرض، وأدّى الراقصون العملَ الشاقّ الذي ينطوي عليه نسج النول اليدوي من خلال حركات إيقاعية تُحاكي أصوات النول، مُشكّلين تشكيلاتٍ حماسيةً. وبينما كان الراقصون يتشابكون ويفكّون تشابكهم على خشبة المسرح كخيوط القماش، ومع نهاية العرض عالي الكثافة، استطاعوا أن يُقدّموا للجمهور لمحةً عن كيفية نسج القماش الذي هو جوهر "نيث"، وهو إكسسوارٌ يُرافق الإنسان من الولادة إلى الممات