العراق والملحق… الأمنيات وحدها لا تكفي
![]() |
| العراق والملحق… الأمنيات وحدها لا تكفي |
|
الملحق الرياضي |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
| النـص : نصير الزيدي
حين يُذكر اسم العراق في عالم كرة القدم، تستيقظ في الذاكرة صور المجد والبطولة، وتعلو الهتافات من بين ملايين القلوب التي لم تتوقف يوماً عن الحلم. جمهور العراق لا يشجع فحسب، بل يعيش كرة القدم كما يعيش الوطن نفسه: بالدم، بالعاطفة، وبالإصرار على ألا ينطفئ الأمل مهما اشتدت العواصف.
اليوم، يقف المنتخب العراقي على أعتاب الملحق الآسيوي، في طريقٍ وعرٍ نحو كأس العالم، طريقٍ لا تعبره الأمنيات وحدها، بل الجهد، الانضباط، والإيمان بأن ما يُزرع في العرق يُحصد في المجد. المنتخب الذي أسعد الجماهير في لحظاتٍ كثيرة، وأحزنها في أخرى، يجد نفسه الآن أمام امتحانٍ جديدٍ، امتحانٍ يُقاس فيه الفرق بين من يحلم، ومن يعمل لتحقيق الحلم.
في المباريات الأخيرة، أظهر العراق وجهاً متناقضاً بين الحماس والارتباك. أحياناً يهاجم كأنه جيشٌ من نار، وأحياناً يتراجع كأنه يبحث عن نفسه وسط الدخان. اللاعبون يمتلكون الموهبة، والروح حاضرة، لكن التكتيك والانضباط ما زالا يحتاجان إلى ثباتٍ ووضوح. فالمباريات الحاسمة لا ترحم من يتردد، ولا تمنح فرصة ثانية لمن ينسى أن كرة القدم لعبة التفاصيل الصغيرة.
في المدرجات، تتناثر الأعلام وتتعالى الدعوات، وقلوب الجماهير تهتف كأنها تصلي من أجل الفوز. كل العراقيين يعرفون أن البطولة لا تُهدى، بل تُنتزع بعرق الرجال وعزيمة لا تضعف. الملحق ليس مجرد مباراة، إنه امتحان وطن، يُختبر فيه صبر المشجعين وإيمان اللاعبين بأن الشعار الذي يرتدونه ليس قماشاً، بل عهدٌ مع التاريخ.
إن العراق اليوم لا يحتاج إلى الحلم فقط، بل إلى العمل؛ لا إلى الكلمات، بل إلى الأفعال. الأمنيات وحدها لا تصنع مجداً، بل الإرادة، والالتزام، والروح التي لا تنكسر. وإذا ما دخل اللاعبون إلى الملعب وهم يحملون هذا الإيمان في قلوبهم، فإن الطريق إلى كأس العالم لن يكون مستحيلاً، بل ممكناً… ومشرّفاً. |
| المشـاهدات 189 تاريخ الإضافـة 05/11/2025 رقم المحتوى 68006 |
توقيـت بغداد









