| النـص :
بما ان عجائب السبع يدخل العراق في قائمتها ،التي أصبحت حديث الناس عن غرائبها وطرائفها .غير إن العراق يصر على ديمومة واستمرار ايجاد بعض هذه العجائب المثيرة للاستغراب والدهشة . وهذه المرة تَدخل من باب سلوكيات المجتمع وتقلباته في زمن ديمقراطيته الحديثة ،إذ شهد على أثرها تحولات سريعة غير منضبطة على فق مقولة الكاتب الامريكي كرستيان (صدق أو لا تصدق) التي جاءت في مجموعة من قصصه التي تميزت بالحقائق الغريبة عن المجتمع الامريكي انذاك. وفي هذا السياق دخل عراق ست دورات انتخابية في أنتخاب من يمثل شعب العراق لبناء دولة مدينة حديثة أسوة بحال الدول الاخرى. وكان الشعب بمختلف فئاته الاجتماعية في ذروة حماسه لأنجاح هذه التجربة ,وفي كل مرحلة تظهر ضروف جديدة وشعارات مختلفة لانجاح العملية الانتخابية بمساعدة أبناء العشائر وبأسناد من الشيوخ والوجهاء في المجتمع، مما ساعد على شحذ الهمم عند الشيوخ مساندين فيها عدد كبير من السياسيين للوصول إلى ارض البرلمان، لكن الحقائق والواقع المعاش طيلة الدورات الانتخابية تشير الى تدهور في الحياة الاقتصادية والخدمية مع كثرة الفساد الادراي والاقتصادي ، مما اثر ذلك على التوازن القيمي للمجتمع ، واصبح كل شيء يدخل في دائرة( صدق أو لا تصدق) عند سماع قصص غريبة عن حياة الناس وسلاطين السلطة، هذا ما دفع بالشيوخ ان تفكر جليا بالأمر لإصلاح الوضع الحالي،رغم أنها ساعدت وساندت صعود البرلمانيين بأقل الأثمان، ولم يفلح الشعب باي شيء للتخلص من أزماته الاقتصادية والخدمية، بل اصبح حاله اليوم أصعب، كشحة المياه وتصحر الاراضي ،انعدام الزراعة...مما ادى الى تغير وجهات نظر الشيوخ من مساندة السياسيين الى منافسيين حقيقيين لهم للصعود الى البرلمان.وتركوا أراضيهم التي أصابها الجفاف.... مفضلين الدخول في ارض البرلمان لوفرة الخير فيها..وهذا يعني العمل على تشكيل مجلس شيوخ برلماني جديد على غرار مجلس الشيوخ الامريكي لادارة أمور البلاد...! بعد ان رشح كثير من الشيوخ في الدورة الانتخابية الحالية الى مجلس البرلمان بغية الوصل الى هدفهم بتشكيل حكومة من شيوخ العشائر يترأسها شيخ بارع في فنون العشيرة وقوانيها ، وهذه من عجائب العراق التي تأملنا عن طريقها بحل مشاكل المجتمع المتراكمة بهمة الشيوخ المرشحين في حالة فوزهم بدلا من السياسيين الذي صعدو على اكتافهم . فان كنت تصدق أو لاتصدق ، ابعدت هذه الانتخابات بعض الشيوخ للحصول على مقاعد في البرلمان .. وحرم الشعب من فرصة اصدار قرارات مهمة لحل مشكلة الفساد في هذا البلد التي عجز عن حلها السياسيين ، لعل قانون العطوة يحل بعض مشاكل ادارة الدولة التي عجز عن حلها السياسيين وايقاف الدكة العشائرية لكي يزدهر البلد ...!!!!!!!؟
|