يحاول بعض اصحاب المهن والمعارض والاسواق وحتى الباعة الجوالين استجلاب الاثارة من خلال المبالغة في مواصفات ما يعرضونه للزبون او يدعونه من خبرات وكفاءة ونزاهة في الاداء .. وقد يكون جل همهم اقناع الزبون وتوريطه ، سيما اذا كانت السلعة او الصفقة غير مرغوب بها ، وفيها العديد من العيوب والاشكالات ، ولكن ليس من السهل ان تكتشف زيفه إلا بعد حين .. فنادراً ما تجد واحداً من اصحاب معارض بيع وشراء السيارات او صاحب مكتب بيع وتاجير العقارات او دلال في ساحات البيع المباشر والمزادات العلنية او مصلح اجهزة منزلية او حتى بائع الفواكه والخضروات في الاسواق الشعبية يقول لك الحقيقة ويكون صادقا معك عندما تتعامل معه فمعظم هؤلاء يحاولون ترويج بضاعتهم ومعروضاتهم بعد اخفاء عيوبها والمبالغة في جودتها ومواصفاتها ولا تستطيع كشف هذه الحقيقة إلا بعد ان تتورط معهم في الشراء ( ووقوع الفاس فوق الرأس ) كما يقال .! وكما هو حال اولئك الذين تسلقوا على اكتاف المواطنين للوصول الى مواقعهم التي لايستحقونها في البرلمان او في مؤسسات الدولة العليا وراحوا ينهشون ويتسابقون للفوز بالمزيد من الامتيازات والمكاسب و( الكومشنات) غير المشروعة !

ولا تقتصر هذه الحالة على جنس معين بل يشارك فيها الجنسان برغم كونها صفة ذميمة وسمة مرفوضة ويمقتها المجتمع والاخلاق والدين !

وكلما كبر الكاذب ازداد كذبه غلظة ويمضي الى الإيغال في ابتكار اصناف من الكذب قد تفوق التصور احياناً من اجل الوصول الى جني المزيد من الحصاد !!

وتمتد هذه النماذج الذميمة الى معظم مكاتب الاعلام في الوزارات والمؤسسات الحكومية التي استشرت فيها ظاهرة الفساد فراحوا يمارسون عمليات المراوغة واساليب النفاق والتمويه من اجل اخفاء حقيقة سادتهم امام وسائل الاعلام وحجبها عن الاقلام النزيهة والشريفة ممن لم يقفوا مع الطارئين على هذه المهنة امام مكاتبهم بانتظار ما تجود به اكفهم الملوثة بالفساد !!

ولاشك ان (حبل الكذب قصير ) وان شمس الحقيقة لا بُد وان تبزغ عاجلاً أم اجلاً ، ويظهر الكاذب على خشبة الواقع (عارياً ) وخائباً وغير مرغوب فيه أينما حل ومع أية كتلة سياسية يكون !!