
![]() |
عَمّان ... بعضُ وفاء |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : زهواً و كبرياءً - وعلى حين غرة- فاضتْ روحي و تملّملتْ وسرعان ما أنتعشت برذاذ عطرٍ من مويجات دفءِ، ونسائم من خواطر شوقٍ عارمٍ ، تكلّل مصحوبٍاً بنوبات حنين لا يطاق، ودبيب شعور خفي غامر بوهج سعادة خاصة ، ساعة تلّقيتُ - قبل أيام - دعوةً إلى "عَمّان " لحضور فعالية ثقافيّة فنيّة كان يجب بأن تقام هناك غير أن طارئاً ما يتعلق – حصراً- بإدارة تلك الفعالية جاء ليؤجل من موعد أقامتها حتى أشعارِ آخر، الأمر الذي زاد عندي -أكثر- من علائم ذلك الشوق ولوعة نثار ذلك الحدّ من الحنين ، فرحتُ أحسب لأكتشفت بأني لم أر حبيبتي لعزيزة الناصعة القلب و جمال الطلعة " عّمّان" منذ قرابة سبعة أعوم ونصف ، متواصلة ، و تأكد لي أن ذلك يعود لدواعي إنشغالاتٍ حتميات ظروف عمل ، لا غير،،، ممّا دعاني أتحدّث مع نفسي – همساً- و أقول ، معقولة ؟! ... كيف ؟!!! ، ولم أتردّد - لحظة بأن أُكمل و أجيب ؛ وأنتَ ياااا حسن الهائم بذكرها والذوبان بسحرِ تفاصليها ، من حيث روح النظام وثقةً القانون و طبيعة و عفوية الحياة فيها ، عبر ثراء ما تحمل هوادجها من جواهر أعماق حضارة ، وأنساق إنساني رفيعة الأصول و التهذيب ، أن ل"عَمّان" ثقل الدعة و الدفء و أسباب الهدوء ، وحقيقة معنى الراحة و الشعور بالطمأنينة ونعمة بالأمان ،أين ما تكون في جناباتها كما مدن الأردن كُلها، تتوق منسجما منساقاً لكل ما فيها من محافل و دواعي الإعتزاز والتفرّد، سبعة أعوام و نصف متواصلة ، هي لعمري فترة أحسبها دهراً - كاملاً-، قياساً بما تعوّدت عليه طوال معرفتي بها، و مِلاك حبي الدائم لها ، بُعيد َ توالي وتَعدُد زياراتي المستمرة ، وبعد أن كَحلّتُ عيني برؤيتها لأول مرة عند إنتهاء حرب الخليج الثانية في العام/ 1991 وما أتت به تلك الحرب من مواجع و فواجع ، ثم تكرّرت الزيارات تلو الأخرى لتصل العشرات تلو العشرات من المرات والفيوضات النوعيّة و الإبدعية الثقافية منها و الفنية و الجماليّة ،على غرار مهرجانات مسرح و ملتقيات شعر و معارض رسم ، و جوانب مهمة وعظيمة تتعلق في مجال أدب وثقافة الأطفال ، يقيناً أن لبعض المُدّن نبضها فينا ، كما نَحنُ في نبضاتها نحيا و نكون ، ملازمة ظلٍ لشاخص ، وثمة مدنٍ تتغلل وقع أصدائها في ثنايا الروح نَسغاً صاعداً كان ، أم نازلاً ، تتوق لتنمو و تُعرّش كما أشجار السنديان المُعمّرةٌ في غابات الطبيعة كما في القلب "عَمّان " تسكن و تقيم وتحيا – أبداً-، وكم تصوّرت بأني الوله بها ، و المتيّم الذي قد يختلف عن غيره بكثير ، لكني وجدتً ولدي الوحيد " إيهاب" المصوّر و مصمم الإضاءة الذي يُقيم فيها منذ حفنة سنوات هو الآخر كان قد أُصيب بحنو حنين حُبّها ، الأمر الذي أسرّني فيه لمرات عدة -حين نتهاتف-، بإنه يُفضّلها عن أيةٍ مدينة أخرى، وفيما لو توافرت له فرصة عمل أنسب بغيرها – تحت قائمة أيٍ من الاسباب- ، ستبقى " عّمّان " سكنهُ الدائم ، نعم ... كثيراً ما أجدني أُقّلب أيام أوراقي فيها سارحاً ، غافياً ، غارقاً في لجج أمان و رفيف محبة و رايات سلام ، فلا أجدها غير للقلب نبض مضاعف، ومن العين للجفنٌ أقرب ، فعذري -غاليتي -غيابي هذا فهو لايعدو أن يكون سوى إضطرار، لاغير .
Hasanhameed2000@yahoo.com |
المشـاهدات 530 تاريخ الإضافـة 22/06/2022 رقم المحتوى 14743 |