الأحد 2025/7/13 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 45.95 مئويـة
نيوز بار
عَمّان ... بعضُ وفاء
عَمّان ... بعضُ وفاء
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

زهواً و كبرياءً - وعلى حين غرة- فاضتْ  روحي و تملّملتْ  وسرعان ما أنتعشت برذاذ عطرٍ من مويجات دفءِ، ونسائم من خواطر شوقٍ عارمٍ ، تكلّل مصحوبٍاً بنوبات حنين لا يطاق،  ودبيب شعور خفي غامر بوهج  سعادة خاصة ، ساعة تلّقيتُ  - قبل أيام - دعوةً إلى "عَمّان " لحضور فعالية  ثقافيّة  فنيّة كان  يجب بأن تقام هناك غير أن طارئاً ما يتعلق – حصراً-  بإدارة  تلك الفعالية  جاء ليؤجل من موعد أقامتها حتى أشعارِ آخر، الأمر الذي زاد عندي -أكثر- من علائم  ذلك الشوق  ولوعة نثار ذلك الحدّ من الحنين ، فرحتُ أحسب لأكتشفت بأني لم أر حبيبتي لعزيزة الناصعة  القلب و جمال الطلعة  " عّمّان" منذ قرابة سبعة أعوم ونصف ، متواصلة ، و تأكد لي أن ذلك يعود لدواعي إنشغالاتٍ  حتميات ظروف عمل ، لا غير،،، ممّا دعاني أتحدّث مع نفسي – همساً- و أقول ، معقولة ؟! ... كيف ؟!!! ، ولم أتردّد - لحظة بأن أُكمل و أجيب ؛ وأنتَ ياااا حسن  الهائم بذكرها والذوبان  بسحرِ  تفاصليها ، من حيث روح النظام وثقةً القانون و طبيعة و عفوية الحياة فيها ، عبر ثراء ما تحمل هوادجها من جواهر أعماق حضارة ، وأنساق إنساني رفيعة الأصول و التهذيب ، أن ل"عَمّان" ثقل الدعة و الدفء و أسباب الهدوء ، وحقيقة  معنى  الراحة و الشعور بالطمأنينة ونعمة بالأمان ،أين ما تكون في جناباتها  كما مدن الأردن كُلها، تتوق منسجما منساقاً لكل ما فيها  من محافل و دواعي الإعتزاز والتفرّد، سبعة أعوام و نصف  متواصلة ، هي لعمري فترة  أحسبها دهراً - كاملاً-، قياساً بما تعوّدت عليه طوال معرفتي بها، و مِلاك حبي الدائم لها ، بُعيد َ توالي وتَعدُد زياراتي المستمرة ، وبعد أن كَحلّتُ عيني برؤيتها لأول مرة عند إنتهاء حرب الخليج الثانية في العام/ 1991 وما أتت  به تلك الحرب من مواجع و فواجع ، ثم تكرّرت الزيارات تلو الأخرى لتصل العشرات تلو العشرات من  المرات والفيوضات النوعيّة و الإبدعية الثقافية منها و الفنية و الجماليّة ،على غرار مهرجانات مسرح و ملتقيات شعر و معارض رسم ، و جوانب مهمة وعظيمة  تتعلق في مجال أدب وثقافة الأطفال ، يقيناً أن لبعض المُدّن نبضها  فينا ، كما نَحنُ  في نبضاتها  نحيا و نكون ، ملازمة ظلٍ  لشاخص ، وثمة مدنٍ تتغلل وقع أصدائها في ثنايا الروح  نَسغاً صاعداً كان ، أم نازلاً ، تتوق  لتنمو و تُعرّش كما أشجار السنديان المُعمّرةٌ في غابات  الطبيعة كما في القلب  "عَمّان " تسكن و تقيم  وتحيا – أبداً-، وكم تصوّرت بأني  الوله بها ، و المتيّم  الذي قد يختلف عن غيره بكثير ، لكني وجدتً  ولدي الوحيد " إيهاب" المصوّر و مصمم الإضاءة  الذي يُقيم  فيها منذ حفنة سنوات هو الآخر كان قد أُصيب  بحنو حنين حُبّها ، الأمر الذي أسرّني  فيه لمرات  عدة -حين نتهاتف-، بإنه يُفضّلها عن أيةٍ مدينة أخرى، وفيما لو توافرت له فرصة عمل أنسب بغيرها – تحت قائمة أيٍ من الاسباب- ، ستبقى " عّمّان " سكنهُ الدائم ، نعم ... كثيراً ما أجدني  أُقّلب أيام  أوراقي فيها سارحاً ، غافياً ، غارقاً  في لجج  أمان و رفيف  محبة و رايات  سلام ، فلا أجدها  غير  للقلب نبض  مضاعف، ومن  العين للجفنٌ أقرب ، فعذري -غاليتي -غيابي هذا فهو لايعدو أن يكون سوى إضطرار، لاغير .

 

Hasanhameed2000@yahoo.com

المشـاهدات 530   تاريخ الإضافـة 22/06/2022   رقم المحتوى 14743
أضف تقييـم