السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 26.95 مئويـة
تجليات الصورة
تجليات الصورة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب ايمان العبيدي
النـص :

الصورة أصدق أنباء من الكتبِ ، في حدها الحد بين الجد و الهزل ، عذراً ابو تمام ، كثير من الفلاسفة والفنانين والعباقرة غيروا التاريخ ، رغم المرض والاعتلال  الجسدي ، هم يتحدون المحن ، ويعاندون الزمن ، لم يكونوا حاقدين و لا ساخطين ، بل منشغلين بالحديث مع انفسهم رغم ذلك الصراع ما بين العجز والمقدرة ، وكأن هذا الصراع الذي عاشوه دفعهم الى النبوغ و الابداع ، وانعاش الخيال و شحذ الهمة وتحفيز المخيلة ، وضبط الخطوات على الطريق انه نوع من التعويض دفعهم الى الاكتشاف و الابتكار بعد عجز الوسيلة .هوميروس كان ضرير ، بتهوفن رغم ذلك اليأس كان اصم لكنه سمع بقلبه سيمفونيته الاخيرة ، بودلير كان ابكم ،مايكل انجلو كان أعسر ، مترجم الالياذة احدب ، وعلى نفس المنوال المخرج الامريكي  روبرت ويلسون ، الذي عانى  من صعوبات في النطق فاجاد لغة الاشارات للصم و البكم ، والتي كانت عروضه السريالية ضمن التيارات التجريبية المعاصرة تعتمد على التشكيل الصوري و الابهار البصري ، كان  يؤمن بقوة الفن الشافية وخصوصاً لدى اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فالكلمة تموت بعد  نطقها و الصورة تبقى حية ، واكثر مصداقية منها باعتبارها لغة تواصلية مؤثرة لانتاج المعنى ،؟وكون ان السرد مفهوم أدبي بعد ان تغيب اللغة و يتعطل الحوار في العرض المسرحي .يظهر السرد الصوري صورة حية تثير ذهن المتفرج ، وتحفزه على عملية قراءة الصورة القادرة على السرد في فضاءات   الخيال ، علناً بتشكيلاتها المعبرة ، صناعة اعتمدت قوة الصورة البصرية و جودتها  على شبكة من التكوينات والعناصر التقنية والسينوغرافية ، مع مزيج من السحر اللوني ، و الرمز و الطقس ما بين  كشف و اظهار وابهار ، لتقدم نصاً صورياً كوسيط يفهمه الجميع ، لقد وجد الفن ضالته في  الصورة منذ القدم ، وذهب بعض الفنانيين بايمان صوفي كونها تجربة فردية واجتهاد ذاتي ، لتنطلق عروضهم بطقوسها و طاقاتها الى فضاء قراءات متعددة ، عندما تتغير العروض الى لا مألوف وكل ماهو غرائبي ، ترتقي الذائقة ويرتقي  الاحساس الجمالي  لتنتج صورة قادرة على المحاكاة ، فتكون معادلاً صورياً للسرد ، باعتبارها نص العرض المرئي .

المشـاهدات 193   تاريخ الإضافـة 19/03/2023   رقم المحتوى 16998
أضف تقييـم