الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
قصة قصيرة ميري.
قصة قصيرة ميري.
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

مرتجى أيار

7 / 19

العجاف، و لحيتي الكثة التي لم يَزُرها موس الحلاقة منذ اسبوع ، اتجهتُ الى صمبور المياه، اخذت أُلطِخُ وجهيَ بصابون الحلاقةِ و " الماء المجرش " ، و الموسُ يجوب وجهي  و وجنتَي، حاصداً للشعرِ الزائدِ، ارتديتُ البنطال و ادخلتُ القميص فيه، قميصيَ الذي منشأهُ سوق هرج، ذُو الياقةِ البيضاء، و الرباط، السترة، السواداويين، ربطتُ رباط الحذاء، كما ربطتني ذات مراتٍ الحياةُ الحقيرة بتلك الاوجاعِ و الهُموم، اخذت اسيرُ الى الجامعة، كعادةِ لكن اليوم مختلف، لانَ مَيري عريفة هذا اليوم،

8 / 19

وصلت الجامعة و وجهت بطاقة الطالب بوجه امن بوابة الجامعة، الذين لا اعلم لماذا هم بائسين في كل صباح،  سرتُ في اروقة و ممرات الجامعة، لأصل الى قاعة المحاضرات الخاصة بتخصصي، مرت ساعاتٌ و نصف ,ساعات عديدة، و الوقت يمر ببطئٍ، و كُل ما أُفكر فيه  هيَ مَيري، كيف سيكون اللقاء؟, عن ماذا سنتحدث؟, هل  اجلسُ اماما ام بجانبها؟, اين سنجلس و كيف افتتح الحديث؟,هل ستُعجِبُها ملابسي؟, كيف اقتل التوتر و

9 / 19

الخجلَ امامها ؟, جميعُ هذا الاستفهامات، تُراوِدُني، و كل حين انظر الى ساعة اليد، و اتفقد الوقت، و الاستاذ في القاعة، ينثروا المواضيع علينا، و لم افهم شيء، لانَ عقليَ و تفكيري خارج نطاق الدراسة.

                                               (٣) 

10 / 19

وقف الميلُ عندَ الحادية عشر، لقد حان وقت الموعد،  اسرعتُ الى المكان الذي اتفقنا ان نلتقي فيه، وصلت قبل الموعد بنصف ساعة، وقفتُ بجانب المكتبة، و انا انتظر، انتظر، و التوترُ غزى ملامحي، اتت و ترتدي ذات  الابيض، لكن مرت بجانبي و  تفادتني!, اللعنة ليست هيَ!  ، و الاخرى تنظر لي بتعالي! ، مؤكد ليست هيَ، لانَ مَيري

11 / 19

و ماهيَ إلا لحظات، و اتت تلك، صاحبة الابتسامة الساحرة، و الملامح الباهرة، نعم..نعم..مؤكد هيَ مَيري،  مرت بجانبي، و هذه المرة وقفت امامي و قالت :

- اهلا عزيزي. 

- مرحبا! 

- تعالَ ، نذهب الى حديقة الجامعة.

- حسنا!؟ 

اخذت بي، كما تأخذُ، أُمٌ طِفلها الى مدينة الملاهي، شعرت بقدماي،

12 / 19

تنغمسُ في داخل الارض كلما اسير،  كانت اقصر مني ببعض سانتيمات، و لكن هذا الفارق جعل منها انزك من ما كنت اتصور، وصلنا و جلسنا على احدى مَصَاطِب الحديقة، لم اجرئ على الحديث، و بقيت لبرهةٍ أُحدق فيها، و يديها اكثروا ما جذبتي، و  بقيَ في خاطري لمسُها، فكرت في بدئ الحديث عن  الدراسة 

- مَيري، كيف كان حال الدراسة معك اليوم؟ 

13 / 19

- جيد! 

- اوه، حسنا، هل غدا سأتين للجامعة؟ 

" ضَحِكت، و قالت بمشاكسة "

- ماذا بكَ، الا تعلم متى احضر الى الجامعة؟, و الم اسرد لك البارحة عن كل ما سيحدث اليوم، على صعيد

الدراسة؟ 

- نعم، لكنني، لكنني، اوه، لا عليك انا متوترٌ قليلاً ! 

- هاهاها،يا عزيزي، لا عليك، كن على طبيعتك، انا لستُ غريبةً ، تحدث كيفما تُحب! 

14 / 19

" لم تكن تعلم، ان قهقاتِها الناغمة، كانت تُثير مشاعري  اكثر و اكثر "

- عزيزتي، تفضلي هذا تذكار بسيط، احتفظي بهِ لديكِ.

- شكرا كثيرا، اسعدتَني كثيرا. 

- اتعلمينَ يا مَيري، اشعرُ بشيئٍ، رقيقةٍ يدغدغ قلبي، و برودةٍ ملئت اعماقي، لا اعلم لكنَ هذا شعورٌ غريب! 

- ربما انتَ مغرمٌ؟! 

- لا ادري، ان كانت هذه علامات الحب!؟ 

- ماذا تشعر الان!؟ 

15 / 19

- لا اعلم لكن منذُ فترةٍ، شيئ يشغلُ تفكيري، اجتاح افكاري، فقدت عقلي، و اشعروا بأمانٍ بسبب هذا الشيئ. 

- عسى ان يكون خيراً يا عزيزي. 

- مَيري، هل نتمشى قليلاً؟ 

بالطبع، هيا.

16 / 19

                                            (٤) 

و نحنُ، نسير في ممرات الجامعة، كانت مَيري بمثابة طمأنينةً و تسير معي، يالا عينيها الصادقتين، يضُجوا عقليَ بهما، و صوتُها، طربٌ، بغداديٌ ناغمٌ، اذ بين لحظةٍ و اخرى، و تَدنى نفسيَ، و اودُ كثيرا امساكَ يديها، و تَقبيلَهُما،امتاناً و اجلالاً، على كُل هذه المشاعر التي  اكسبتُها بسببها، فَبعدَ ساعةٍ منَ الحديث المنوع، الممتع

17 / 19

، المثير معها، اوصلتُها الى خارج الجامعة، لكي تستقل سيارةً، عائدةً الى مسقط رأسها " بيتها " ، ذَهبَت، و انا انظر اليها تبتعد و تبتعد، و بيني و بين نفسي اقول  - وداعاً يا حبيبتي، انتِ اخرُ أملٍ لي , سَرقتِ فؤاديَ المهجور، و اثرتِ مشاعري  وداعاً، و لكن ليست اخر وداع.  شيئًا، فشيئا ، تتلاشى مَيري، عن نظري، ادرتُ وجهيَ

18 / 19

، ماشياً، عائداً، الى السكن الطلابي الذي امكث فيه،  و انا أملاً، بفرصةٍ جديدة، ترمي بيَ في احضانها،و شِباكِ مشاعرها، و يوماُ اخراً، لا يخلو منها.

  9/٥/٢٠٢٣ .

 

المشـاهدات 297   تاريخ الإضافـة 20/05/2023   رقم المحتوى 21546
أضف تقييـم