
![]() |
قصة قصيرة ميري. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : مرتجى أيار 7 / 19 العجاف، و لحيتي الكثة التي لم يَزُرها موس الحلاقة منذ اسبوع ، اتجهتُ الى صمبور المياه، اخذت أُلطِخُ وجهيَ بصابون الحلاقةِ و " الماء المجرش " ، و الموسُ يجوب وجهي و وجنتَي، حاصداً للشعرِ الزائدِ، ارتديتُ البنطال و ادخلتُ القميص فيه، قميصيَ الذي منشأهُ سوق هرج، ذُو الياقةِ البيضاء، و الرباط، السترة، السواداويين، ربطتُ رباط الحذاء، كما ربطتني ذات مراتٍ الحياةُ الحقيرة بتلك الاوجاعِ و الهُموم، اخذت اسيرُ الى الجامعة، كعادةِ لكن اليوم مختلف، لانَ مَيري عريفة هذا اليوم، 8 / 19 وصلت الجامعة و وجهت بطاقة الطالب بوجه امن بوابة الجامعة، الذين لا اعلم لماذا هم بائسين في كل صباح، سرتُ في اروقة و ممرات الجامعة، لأصل الى قاعة المحاضرات الخاصة بتخصصي، مرت ساعاتٌ و نصف ,ساعات عديدة، و الوقت يمر ببطئٍ، و كُل ما أُفكر فيه هيَ مَيري، كيف سيكون اللقاء؟, عن ماذا سنتحدث؟, هل اجلسُ اماما ام بجانبها؟, اين سنجلس و كيف افتتح الحديث؟,هل ستُعجِبُها ملابسي؟, كيف اقتل التوتر و 9 / 19 الخجلَ امامها ؟, جميعُ هذا الاستفهامات، تُراوِدُني، و كل حين انظر الى ساعة اليد، و اتفقد الوقت، و الاستاذ في القاعة، ينثروا المواضيع علينا، و لم افهم شيء، لانَ عقليَ و تفكيري خارج نطاق الدراسة. (٣) 10 / 19 وقف الميلُ عندَ الحادية عشر، لقد حان وقت الموعد، اسرعتُ الى المكان الذي اتفقنا ان نلتقي فيه، وصلت قبل الموعد بنصف ساعة، وقفتُ بجانب المكتبة، و انا انتظر، انتظر، و التوترُ غزى ملامحي، اتت و ترتدي ذات الابيض، لكن مرت بجانبي و تفادتني!, اللعنة ليست هيَ! ، و الاخرى تنظر لي بتعالي! ، مؤكد ليست هيَ، لانَ مَيري 11 / 19 و ماهيَ إلا لحظات، و اتت تلك، صاحبة الابتسامة الساحرة، و الملامح الباهرة، نعم..نعم..مؤكد هيَ مَيري، مرت بجانبي، و هذه المرة وقفت امامي و قالت : - اهلا عزيزي. - مرحبا! - تعالَ ، نذهب الى حديقة الجامعة. - حسنا!؟ اخذت بي، كما تأخذُ، أُمٌ طِفلها الى مدينة الملاهي، شعرت بقدماي، 12 / 19 تنغمسُ في داخل الارض كلما اسير، كانت اقصر مني ببعض سانتيمات، و لكن هذا الفارق جعل منها انزك من ما كنت اتصور، وصلنا و جلسنا على احدى مَصَاطِب الحديقة، لم اجرئ على الحديث، و بقيت لبرهةٍ أُحدق فيها، و يديها اكثروا ما جذبتي، و بقيَ في خاطري لمسُها، فكرت في بدئ الحديث عن الدراسة - مَيري، كيف كان حال الدراسة معك اليوم؟ 13 / 19 - جيد! - اوه، حسنا، هل غدا سأتين للجامعة؟ " ضَحِكت، و قالت بمشاكسة " - ماذا بكَ، الا تعلم متى احضر الى الجامعة؟, و الم اسرد لك البارحة عن كل ما سيحدث اليوم، على صعيد الدراسة؟ - نعم، لكنني، لكنني، اوه، لا عليك انا متوترٌ قليلاً ! - هاهاها،يا عزيزي، لا عليك، كن على طبيعتك، انا لستُ غريبةً ، تحدث كيفما تُحب! 14 / 19 " لم تكن تعلم، ان قهقاتِها الناغمة، كانت تُثير مشاعري اكثر و اكثر " - عزيزتي، تفضلي هذا تذكار بسيط، احتفظي بهِ لديكِ. - شكرا كثيرا، اسعدتَني كثيرا. - اتعلمينَ يا مَيري، اشعرُ بشيئٍ، رقيقةٍ يدغدغ قلبي، و برودةٍ ملئت اعماقي، لا اعلم لكنَ هذا شعورٌ غريب! - ربما انتَ مغرمٌ؟! - لا ادري، ان كانت هذه علامات الحب!؟ - ماذا تشعر الان!؟ 15 / 19 - لا اعلم لكن منذُ فترةٍ، شيئ يشغلُ تفكيري، اجتاح افكاري، فقدت عقلي، و اشعروا بأمانٍ بسبب هذا الشيئ. - عسى ان يكون خيراً يا عزيزي. - مَيري، هل نتمشى قليلاً؟ بالطبع، هيا. 16 / 19 (٤) و نحنُ، نسير في ممرات الجامعة، كانت مَيري بمثابة طمأنينةً و تسير معي، يالا عينيها الصادقتين، يضُجوا عقليَ بهما، و صوتُها، طربٌ، بغداديٌ ناغمٌ، اذ بين لحظةٍ و اخرى، و تَدنى نفسيَ، و اودُ كثيرا امساكَ يديها، و تَقبيلَهُما،امتاناً و اجلالاً، على كُل هذه المشاعر التي اكسبتُها بسببها، فَبعدَ ساعةٍ منَ الحديث المنوع، الممتع 17 / 19 ، المثير معها، اوصلتُها الى خارج الجامعة، لكي تستقل سيارةً، عائدةً الى مسقط رأسها " بيتها " ، ذَهبَت، و انا انظر اليها تبتعد و تبتعد، و بيني و بين نفسي اقول - وداعاً يا حبيبتي، انتِ اخرُ أملٍ لي , سَرقتِ فؤاديَ المهجور، و اثرتِ مشاعري وداعاً، و لكن ليست اخر وداع. شيئًا، فشيئا ، تتلاشى مَيري، عن نظري، ادرتُ وجهيَ 18 / 19 ، ماشياً، عائداً، الى السكن الطلابي الذي امكث فيه، و انا أملاً، بفرصةٍ جديدة، ترمي بيَ في احضانها،و شِباكِ مشاعرها، و يوماُ اخراً، لا يخلو منها. 9/٥/٢٠٢٣ .
|
المشـاهدات 417 تاريخ الإضافـة 20/05/2023 رقم المحتوى 21546 |