الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
قصة قصيرة مقام خالتي سكسكة
قصة قصيرة مقام خالتي سكسكة
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

د. محمد ضباشه

 

امرأة عجوز تجاوزت قرن من الزمان ويزيد بضع سنوات ما تبقى من أولادها الخمسة ثلاثة  ، رجلان وسيدة  ، زوجات الرجال كانوا يتمنون  لها الموت ليرثها أولادها  فهى تمتلك منزل مكون من طابق واحد وحوله قطعة أرض فضاء، اشتهرت في قريتها بالشيخة سكسكة  لطيبة قلبها ومساعدة الفقراء.

كان شبل ابنها الأكبر يسرق منها النقود من أجل تعاطي المخدرات والابن الأخر مل من خدمتها هو وزوجته وإبنتها الوحيدة كانت بمثابة مخزن أسرار والدتها وتعلم عنها كل شيء  .

وفى صباح يوم الجمعة أذاع شيخ المسجد الكبير نبأ وفاة الشيخة سكسكة  ، تجمع أهالى القرية في فناء المنزل وأحضر نجلها الأصغر طبيب الصحة الذي أكد وفاتها واستخرج لها تصريح  الدفن  .

بعد صلاة الظهر تمت صلاة الجنازة وخرجت محمولة من المسجد على نقالة  يحملها أربع رجال والقرية برجالها ونسائها وأطفالها خلفها،  مشهد كبير وكأنها جنازة لمسؤول كبير، وبعد عدة أمتار وقف الرجال فجأة  وشعروا بأن الجثمان يتحرك داخل نقالة الموتى وضعوها على الأرض وابتعدوا عنها خوفا واذا بها ترفع رأسها من النقالة ويديها تحاول كشف وجهها من الكفن وكل الحضور تهتف الله أكبر الله أكبر وعادوا بها الى المنزل.

وبعد عودتها من رحلة الموت القصيرة استغرب أهل القرية ما حدث وذهب بعضهم الى مفتش الصحة ليسألوه هل الشيخة كانت ماتت بالفعل فأكد لهم أنها ماتت ولما سمع منهم نبأ عودتها قال سبحان الله قادر على كل شيء  .

تحولت قطعة الأرض الفضاء الملحقة بالمنزل الى ساحة بقيم فيها الزوار مريدى الشيخة  يقيمون حفلات الذكر وقراءة القرآن تبركا بها واعتبروها من أولياء الله الصالحين   ، وبعد هذا الحدث الغريب تحولوا أبنائها من النقيض إلى النقيض وظلوا في خدمة والدتهم إلى أن توفاها الله ودفنت في مقابر القرية  .

عادوا أولادها بعد الدفن، أغلقوا غرفتها وبعد ساعة تقريبا جاء رجلا ذو لحية بيضاء،  طاعن في السن يحمل في يده لفافة صغيرة ويسأل عن الشيخة فأخبروه أنها توفيت اليوم وقبرت في مقابر عائلتها  ، جلس على الأرض وظل يبكى لدقائق  بكاءا شديدا حزنا عليها وقال لنجلها الأكبر هذا كفن والدتك أحضر من يغسلها ويكفنها  حتى نقوم بدفنها  ، صرخ في  وجهه وقال له والدتى توفيت وتم دفنها  ، قال له نعم والدتك توفيت وما زالت بغرفتها تنتظرنى لأحضر لها هذا الكفن ترك إبنها الرجل وهرول مسرعا نحو الغرفة فوجد والدته  على  سريرها  ، فصرخ فزعا وخرج وأغلق الغرفة عليها  ، صمت الجميع بعضا من الوقت،  الا أن ابنتها كسرت حاجز الصمت وقالت  لهم غرفة أمى ستكون مقاما لها وتدفن بغرفتها  ودخلت مسرعة إلى الغرفة فأضاءت الشموع حولها وتحولت الغرفة إلى مقام الشيخة سكسكة وقطعة الأرض ساحة لزوارها ولم يرث أحد من أبناؤها  الإ عملها الصالح وظلت نجلتها تصرف من أموالها على الفقراء والمساكين   .

 

 

المشـاهدات 232   تاريخ الإضافـة 02/06/2023   رقم المحتوى 22574
أضف تقييـم