الأحد 2024/4/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 33.95 مئويـة
تغييب الإرادة الحرة: رسل جاسم الزيادي
تغييب الإرادة الحرة: رسل جاسم الزيادي
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

انه لمن المخزي ان يكون الانسان مغيب و مسير من قبل الأخرين بشكل كامل فيغدو كالدمى المتحركة! ان اكثر  فئة يغلب عليها التكويك هي فئة الأناث بسبب احكام المجتمعات و النظرة الاحتقارية لقدراتهن في الحماية و التعبير و تعود هذه الاحكام للبنية المجتمعية الشعبية القائمة على النظام الذكوري التقليدي الذي يمارس التمييز الممنهج ضد الإناث و يعطي الذكور أهمية ومكانة مجتمعية أعلى من الأناث و كان هذا المصدر الأساسي لدفن و تغيب هذه الفئة بنسبة اعلى من غيرها، فالإنسان مخير بمختلف فئاته في الأمور التكليفية التي يستطيع فعلها أو تركها بحريته و اختياره حسب انعكاسها الايجابي على حياته ، أما الأمور التي لا تقع تحت حريته واختياره، كالكوارث العامة من الزلازل البراكين والعواصف والسيول وغيرها فهو فيها ميسر، و هذا يعني ان كل فرد منا يملك الخيار في طبيعة تكوينه حسب الأسس التي تكفل سعادته حتى و ان اخفق في ذلك فيستمر بالمحاولة الى ان يصل لبناء ذاته بالتجربة و المقارنة و انتقاء ما يسمو بواقعه النفسي و السلوكي، نحن في عالم لا يحتاج المزيد من النسخ البشرية و التابعة للمجاميع ذاتها  واقعنا اليوم بحاجة الى التغير و التأمل فالتغيب و الاتباع الاعمى لم يعد ذو جدوى و هناك العديد من الأضرار التي تصيب المجتمعات والأشخاص أثناء القيام بظاهرة التقليد الأعمى حيث ينقل الاغلب لنا بعض الأفكار  الشاذة التي لا تتماشى مع خدمة الصالح العام والشخصي تحت غطاء الحريات او ما شابه ذلك، لقد خلق الله الاشخاص بطبائع و اشكال مختلفة ليكون لكل منا هدف يسهم في تلوين جانب من الحياة  وان حصل وحدث خلاف ما تواجد عليه احدهم وقام بدفن حقيقته لإرضاء مجموعة ما ضناً منه سيخدم مصالحه فلن يخدمها على الاطلاق كونه قد خالف طبيعة وجوده و غادر روحه قبل الأوان!تتطلب سعادة المرء واستقراره النفسيّ وحصوله على مودّة واحترام الآخرين الاجتهاد والعمل الدؤوب على تحسين شخصيّته و الارتقاء بها بعيداً عن الشائك من المفروض، فالشخص المُتميّز هو الذي لا يخضع لتغيب و لا يكتفي بالشعور والعطف وحُسن الخلق والطيبة في التعامل والإحسان إلى ذاته ومن هم حوله، وإنما هو إنسان طموح وناضج يُدرك ما يُريده وما يستطيع الحصول عليه و لا يكتفي بالتمنيّ او الاتباع، بل يمتلك الدافع الداخليّ الذي يُحرّكه ويجعل منه إنساناً أفضل وأكثر إيجابية و إنجاز كلما استطاع ذلك، إضافة للعديد من الصفات التي يمتلكها والأساليب التي يجتهد في اتّباعها للوصول لأهداف حياته بنسبةٍ عاليّة والتميّز بشكلٍ خاص، و هذا لا يعطي بالضرورة البحث عن الكمال و انما تحقيق الغايات بما يكفل الميول الروحية ضمن اطار الاتزان و المعقول وما يصب بالصالح الايجابي.

المشـاهدات 264   تاريخ الإضافـة 15/12/2023   رقم المحتوى 35431
أضف تقييـم