الأربعاء 2024/5/1 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
ضباب
بغداد 18.95 مئويـة
(أسد بغداد).. يزأر بمنطق الحياة.. في مهرجان الحريات
(أسد بغداد).. يزأر بمنطق الحياة.. في مهرجان الحريات
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

أ. د. محمد غانم

 

في عرض مسرحي ملحمي يتنفس اكسير الحياة دام حوالي أكثر من ساعة بفعل يستبطن النسق الجمالي، جسد فيه المخرج (حميد صابر) الصورة المسرحية الحية بطريقة فنية رائعة،رغم تراجع فعل التقنيات وتأخر ادائها، فكانت صورة متوالدة صوبت الأفكار الخاطئة المتعشعشة في العقول المريضة التي تنتهك حرمة الفكر الإسلامي  المحمدي الأصيل وهذا هو الفعل الحقيقي لمؤسسة علمية عامرة مثل جامعة بغداد وكلية الفنون الجميلة، فقد أراد الإمام موسى الكاظم بصبره وكضم غيظه أن يجسد جوهر الرسالة التي تهدف الى إصلاح الإنسان والمجتمع، تحت وطأة الضغينة والظلم والفساد جسدها المخرج وبشكل حيادي جعلنا نعيش الواقعة بتفاصيلها ومن خلال شخوصه المحترفين الذين أضافوا نكهة روحانية وبشكل معاصر لشخصية الأمام موسى بن جعفر(ع)

وكان الفنان الشامل (كاظم العمران) المتعدد الاتجاهات المقل في المسرح والمكثر في الشعر والخط والإعلام، قد شكل حضوراً متميزاً ومقنعاً لشخصية ( موسى بن جعفر(ع) ) والتي أداها بشكل خاص أحيا فيها الحدث باستدعاء جمالي على وفق المعطيات التاريخية لها..فمنذُ ظهوره الأول وهو ينصحُ الرعية بثقة عالية تحول الساكن إلى متحرك بقوله: " لا تكن عبداً لغيرك وقد خلقكَ الله حُرا" أمسك زمام الأمور وشدنا إليه باندماجه الكامل في الشخصية والتعبير الذي يضفيه عليها باسترخاء مضمر ونظراته الملكوتية الثاقبة والثابتة في الركن الأيمن من المسرح وكانه الشخصية نفسها ( بلا تشبيه) والتي أصر عليها المخرج بأن تظهر للجمهور دون غطاء على الوجه تحت مبرر الصراعات والاجتهادات الوهمية، بأن الائمة الأطهار هم ليسوا كباقي البشر، فقد أراد المخرج أن يقول إن المصلحين في المجتمعات لابد أن نتطلع في ملامحهم الحسية والجسدية ليتمنكوا من إيصال رسالة المنطق للحياة رغم إزدحام الأوجاع في صدورهم، وهي لحظة التجلي من لحظات تاريخ الأمم تعبر عن حلقة متصلة في سلسلة البناء المتمم لملامحها وهويتها، لاسيما اللحظات والمراحل الاستثنائية التي مر بها الانبياء والأولياء والحكماء،

إذ يقول ( العمران) (لعيسى بن جعفر المنصور) حين يستصغره بحواره: " لماذا نزلت الشرائع جاء الأنبياء وتكلم الأولياء ،، لقد سجنت لأنني هاجز يؤرق الظالمين " إنها إجابة فلسفية متممة تتظافر فيها القناعة بتدفق جمالي لكل الشكوك التي أرادها أعداء الاسلام بالحيثيات التراكمية المشبوهة والتي حتم على آل بيت النبوة أن يلعبوا دورهم في التصدي لها وبمسؤولية تتجاوز حياة الأجيال المعاصرة الى الاسهام في سيرورة دين ( محمد (ص) ) وصيرورته، ويتأكد هذا المعنى أذا وضعنا انفسنا في مفاصل التصدي الفاعلة رغم قهر السجون والمطامير الأحادية في صنع الحياة والتغيير،

شكر لكلية الفنون شكر لكادر العمل شكراً ل خالد أحمد مصطفى شكراً للعمران شكراً للطلبة المبدعين الذين تألقوا بارواحهم وشحناتهم الدلالية التي اصبحت نداءاً مباشر من الكاظم بمنطق الحياة.

المشـاهدات 99   تاريخ الإضافـة 23/03/2024   رقم المحتوى 42417
أضف تقييـم