السبت 2024/12/21 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 9.95 مئويـة
في الهواء الطلق الضرب على رؤوس الناس
في الهواء الطلق الضرب على رؤوس الناس
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

في الوقت الذي ينهب فيه البعض ملايين الدولارات وينشغلون بانفاقها بطرق وضيعة تعكس معدنهم الحقيقي خصوصاً في صالات العهر والسهر داخل و خارج العراق ، ينشغل الاف الموظفين بدوامات متوالدة بين قضم رواتبهموبين انباء عن وجود زيادة فيها ، وبين تصريحات وافكار ومقترحات عن اعادة الهيكلة و نقل الفائظين وتسريح الاخرين من دون ورود اي اشارة لا من قريب ولا من بعيد عن كيفية تدبير امورهم المعيشية وتسديد الديون الحكومية وغير الحكومية المترتبة بذمتهم او ورود افكار بشأن مراعاة الخلخلة والارباك الذي سيلحق بهم جراء خفض مدخولاتهم الشهرية التي كيفوا اوضاعهم المالية وفقها بالمقياس الدقيق.

اصحاب الافكار والمقترحات همهم الاول ارضاء مسؤولهم الاعلى وخصوصاً عندما يكون على حساب الشعب بمختلف فئاته الفقيرة و ما تبقى من الطبقة المتوسطة.

تخبطات ، وقرارات مرسومة على مقاسات محددة على الاغلب تفيد مقترحيها واقربائهم ، كونها تسببت بمشكلات للناس ، منها تطبيق نظام الغرامات المرورية المجحف الذي يمنع الام من اجلاس طفلها بحضنها ، او ان تتحول للجلوس الى الخلف فيما يبقى زوجها يتلفت؟! التلاعب بتوقيتات الدواموتمديده من دون اي عوائد ايجابية للعمل الوظيفي الحكومي ، موظفات يتحيرن اين يذهبن باطفالهن بعد انتهاء دوام الرياض والحضانات ، شوارع مكتضة بالاف السيارات بمشهد يتكرر يومياً يرسم معاناة الناس وهم عالقون في الشوارع لساعات طويلة يضيع خلالها اليوم بين تمديد ساعات الدوام وبين شدة الازدحامات ، فوضى في فوضى والناس ضحايا ن لكن ماذا في المقابل؟!

صفحات (بيجات) اعلامية تطبل للحكومة وتستغفلها؟! ، بعض المرتزقة الذين قبلوا وظيفة الضحك على الذقون والكذب على المسؤول الاعلى وتصوير الدنيا ربيع له وان الناس راضين اكبر الرضا على القرارات المجحفة بحقهم ، وكل من ينتقد ذلك تطلق عليه دزينة الاتهامات الجاهزة! او من يدري ربما الحكومة راضية على هذا التشويه والتزييف للحقائق ، وهناك من يقول انمئات الملايين تصرف شهرياً على المكلفين بادارة تلك الصفحات التي صورت بعضها على سبيل المثال النجاح (الساحق) برأيها الذي افرزه قرار تغيير توقيتات الدوام وكيف ان الشوارع اصبحت فارغة!! بكل صلافة وكأن الناس لا تعيش على هذه الارض ، مستغلين ابتعاد المسؤول الاعلى بحكم انشغالاته عن الشارع في اوقات الدوام الرسمي!

لكن بالامكان مشاهدة الخطوط الحمراء على مواقع النت المعنية بمراقبة الطرق وهي تصطبغ باللون الاحمر فهل تكذب الناس ما تعيشه يومياً وتصدق ما ينشره مرتزقة الصفحات الالكترونية؟!

هذا الحال يذكرني بتصريح للسيد رئيس الوزراء الاسبق العبادي خلال الايام القليلة الماضية وهو يصر على انه ضرب بيد من حديد على الفساد حين وجه بتخفيض رواتب كبار المسؤولين (فقط) فهل يعلم السيد العبادي انه خفض رواتب صغار الموظفين في الدولة بنسبة تقدر بثلاثين بالمئة ؟! وتحديداً في اواخر شهر تشرين الثاني عام 2015 حينما نزل راتب الموظف من الدرجة الثامنة (كاتب) من 370 الف دينار الى 260 الف دينار فاي ضرب هذا وعلى من ؟! الضرب الذي بدأت به الحكومة الحالية يذكرنا بذاك الضرب ، الضرب على الفقير لحين ان ينفجر.

نصيحة من (محب ومخلص) السلطة زائلة لا محال ، وليس هكذا تقاد الامور ، واحذر ايها المسؤول من الايقاع بك ممن تضنهم اقرب الناس اليك (بعد تولي السلطة) ، واستمع للنصيحة من الذي يوجه لكم النقد البناء بدافع التقويم والاصلاح ومعالجة الخلل ، ولا تستمع للمطبلين الذين تلهثون وراء مصلحتهم الشخصية الدنيئة.

المشـاهدات 140   تاريخ الإضافـة 22/04/2024   رقم المحتوى 44224
أضف تقييـم