الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
لغة الوجد في القصيدة الوجدانية ( أغنية ) للشاعر العراقي(منذر عبد الحر)
لغة الوجد في القصيدة الوجدانية ( أغنية ) للشاعر العراقي(منذر عبد الحر)
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

        جبو بهنام بابا

يعتبر التصوير عنصراً مركزياً، فبواسطته يبني الشاعر صرحه التخييلي باستخدام الأساليب البلاغية وطرُق التشكيل الحديثة. ففي قصيدة الشاعر الغنائية سلسة يتذوّقها القاريء لجمال لغتها التصويرية وبساطة التعابير التي وكأنها أمواج البحر الهادئة وقت الصيف مع نسمة تتخللها بهوائها العليل الذي يريّح النفس ويثير العواطف يقول: (كذبتُ عليكِ... وقد كان صدقاً / يذوبُ على شفتيكِ/ دنوتُ من الخوفِ فيكِ/ وأسلمتُ جرحَ هواي / إلى شاهديكِ).

يكتب الشاعر بصدق مايجول في خلجات فكره تداعبه الأحلام والأيام والتي كان أسيرا مقيداً بأغلال الحب في ذاك القلب الذي يحب، شغوفاً لأن حبه كان صادقاً عفوياً لاكذب فيه ولا مُراء. لقد حمل لنا الشاعر علامات سيميائيه فهو كأي شيء آخر له حقيقه واقعيه يحمل دلالة خاصه في القصيدة وتكمن أهميته في حضورها المتواصل على مستوى المتن الحكائي معا، مما يجعل من القصيدة دالاً يهمين في وصف المستقصي الدقيق حول محتويات التكهن والرغبه في رسم حكاية مليئة بالحب لولادة المتن الحكائي المتخيل. (كلامي وذنبي الأسيرِ لديكِ / كذبتُ....  /بصدقٍ عليكِ! / لأني أحبُّكِ وحدَكِ/  وأغدو نشيداً على راحتيكِ/ وأعلمُ.... /أن المرايا / تذيبُ الوصايا / وأن فؤادي / خجولاً تورّدَ في وجنتيكِ).

 الشعر هو الصوت العاري وبصمة الوعي الحادة على الأشياء هكذا يعرّف المفكر والشاعر الفرنسي ميشيل دوغي التقليدي والمتوارث. فالشاعر  بصوته المعبّر يجب أن يلتفت في مقدمتها الأداء المعبّر في الكتابة. الذي يتماهى مع الصورة  ويمتلك المقدرة على موازاتهما والتعبير عنهما .شدوه مفعم بالشجن.( لأني... / أتيتُ أغني / تعلّمتُ من آهةٍ في التمني / بأني... / أجيءُ... تكبلني النبضاتُ/ وتأخذُ سرَّ اشتعالِكِ مني).

يتذكّر الشاعر بعض أيام الحرائق والراجمات. وكان الإحتفال بالشظايا، والزنابق على الطريق تيبّست جذورها الوردية، كان يحتفل مع صديقة بيوم الشظايا وحنينه متفجراً يرنو إليها دوماً.( سأرتادُ ذكرى حريقْ / واطفيءُ زنبقةً في الطريقْ /وأنسى ليالي الملاجيءِ والراجماتْ/ وأنسى احتفالَ الشظايا/ بجسمِ صديقْ/ وأنسى حنيناَ تفجّرَ).

وبدا ذلك الحنين يدغدغ أوصاله يعانقه يأتي في الحلم فيذوب بين شفتيه كالشهد يستلذّ طعمه كان حلما جميلاً ولم يتذكّر فصولاً غابت عن فكره وطيات الزمان الغريق تأخذه إلى عمق اليم. هناك شهد الرحيق ورضاب الجمال.( يرنو إليكِ/ بحلمٍ يذوبُ بشهدِ الرحيقْ/ وأنسى فصولَ الوداعِ/ وصوتِ الزمانِ الغريقْ/ لأبقى أغني :/ كذبتُ عليكِ/ وقد.... / كانَ...... / صدقاً... / يذوبُ على شفتيكِ).

  لقد إستطاع الشاعر أنى يجعل الشعر لديه كائن حي يتنفس ويعشق ويمتد على مساحاته الصادقة العالية والذي يحاول أن يعكسه على العالم فيجعل الجميع يشعرون بما يشعر به. معتمداً على مخيلته الواسعة وتجسيد حلمه وأمله في بانوراما واضحة أضاءت القصيدة.

المشـاهدات 160   تاريخ الإضافـة 01/06/2024   رقم المحتوى 47008
أضف تقييـم