الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
عيون المدينة آفة الأدغال تنهك المزارعين
عيون المدينة آفة الأدغال تنهك المزارعين
الدستور والناس
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

عز الدين المانع

 

تواجه عملية الزراعة في الآونة الأخيرة مشكلات عديدة .. أبرزها شحة المياه المتفاقمة وانحسارها بين حين وآخر.. وهبوط مناسيب المياه الجوفية التي باتت تزيد نسبة الملوحة .. فضلاً عن انتشار الآفات الزراعية وآثارها السلبية والخطيرة على المحاصيل وتدني نوعيتها . وكان على الجهات المعنية بالأمور الزراعية أن تستنفر لمواجهة هذه الحالات ببرامج وأجراءات تنسجم مع كل حالة على أنفراد .. فنقص المياه وشحتها المتفاقمة تعالج بالتقنين والمراشنة واستخدام اساليب السقي الحديثة ، وتبطين القنوات الأروائية .. كما أن ارتفاع الملوحة تعالج بمشاريع البزل .. أما الآفات الزراعية فعلاجها برش المبيدات والأدوية التي يفترض أن توفرها الدولة للمزارعين وتعينهم في استخدامها بالشكل السليم واستشرت مؤخراً ظاهرة انتشار الأدغال والنباتات الطبيعية التي تعيق حركة المياه وانسيابها، بعد أن عولجت قبل أعوام ، وراحت تتسع من جديد، ولم تكن تلك المحصورة في المستنقعات والأهوار فحسب ، وأنما راحت تزحف الى وسط البلاد وجنوبها ، وتتوغل نحو البحيرات والجداول والترع الفرعية وحتى الى بعض المشاتل الحديثة .. وعادت (عشبة النيل) ونبات (الشميلان) للأنتشار من جديد ، ولم تنفع في القضاء عليها واجتثاثها الأجراءات الخجولة التي تنفذ بين الحين والآخر وراح يزحف باتجاه أحواض الأنهر والجداول الفرعية ويعيق عملية انسيابية المياه الشحيحة أصلاً !!

وكان على وزارتي الزراعة والموارد المائية والجهات المعنية الأخرى أنشاء وحدات بحثية أو مراكز متخصصة بشؤون الأدغال والنباتات الطبيعية وتوفير الأمكانات اللازمة لها لتأخذ على عاتقها إعداد الخطط البحثية وتشجيع الباحثين لوضع مقترحات وحلول، وتعين الجهات المعنية في مكافحتها .. انها مشكلة حقيقية ضاعفت محنة المزارعين وراحت تنهكهم في الحصول على المياه ، ولا يمكن مواجهتها بالاجراءات التقليدية غير المثمرة ، التي استنزفت الكثير من الأموال والجهود وراحت تتجاوز حدودها الطبيعية ..

 

المشـاهدات 185   تاريخ الإضافـة 26/06/2024   رقم المحتوى 48336
أضف تقييـم